الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل من دراستي للعلوم الدنيوية عبادة وطاعة لله

السؤال

أساتذتي الكرام، إشكال استعصى علي تدبره أدرس وأعمل في تخصص: "نظم أمن المعلومات" وخاصةً "اختراق نظم الكمبيوتر"، وأريد أن أكون الأفضل في الكون وأسعى جاهداً لذلك، ولكني أخشى الله وأريد أن أعلم هل يمكن أن يكون تخصصي هذا وتعلمي هذا داخلاً ضمن طلب العلم المثاب عليه؟ فهل إذا أردت أن يكون علمي هذا سبباً لحصولي على منصب أو مكانة معينة، فهل أكون قد تجاوزت ودخلت دائرة المحظور، لا أعرف كيف أفيد الإسلام والمسلمين من تخصصي هذا، كيف أخلص علمي لله وكيف تكون نيتي عند التعلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العلوم الدنيوية التي يحتاجها الناس لمصالحهم ومعايشهم كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء ومثلها المعلوماتية، يعتبر تعلمها عبادة إذا قصد بها نصرة الإسلام ونفع المسلمين، وهي أيضاً من فروض الكفايات التي يجب أن يتخصص فيها بعض المسلمين، لأنها إذا تركت بالكلية ستضيع المجتمعات ويتعطل القيام ببعض الطاعات، ويحتاج المسلمون إلى الكفار، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65459، 72130، 49739.

ولا بأس في طلب هذه العلوم لنيل وظيفة أو مال أو مكانة، فليس ذلك حراما، وإذا تمحضت نيته لذلك فهو أمر مباح، ولكن لا أجر لصاحبه في الآخرة، وأما إذا نوى فيها التقرب إلى الله بكفاية المسلمين وإعانتهم في هذا الباب والقيام بشيء من فروض الكفايات فهو مثاب في ذلك على قدر نيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى. متفق عليه. فالنية تجعل الأمور المباحة طاعة وقربة، وقد سبق بيان ذلك الفتوى رقم: 40763، والفتوى رقم: 39937.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني