الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يكفي التيمم بدلا عن العضو الذي يتضرر بالغسل

السؤال

أصبت بحروق بقدمي. فهل أتوضأ أم أتيمم؟ و إذا احتلمت فهل علي غسل نظرا لهذه الحروق التي تمنعني حتى من المشي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان غسل العضو المصاب بالحروق يضرك أو يؤخر البرء فإنه لا يجب عليك غسله، لقول الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا. {البقرة 286}. ففي الوضوء إن كان عليه جبيرة فتوضأ وامسح على الجبيرة، وإن لم يكن عليها جبيرة فتوضأ وإذا وصلت إلى العضو المصاب تيمم له، مراعاة للترتيب في الوضوء وهذا مذهب الحنابلة.

قال صاحب الروض:... ومن جرح وتضرر بغسل الجرح بالماء تيمم له ولما يتضرر بغسله مما قرب منه وغسل الباقي، فإن لم يتضرر بمسحه وجب وأجزأ، وإن كان جرحه ببعض أعضاء وضوئه لزمه إذا توضأ مراعاة الترتيب فيتيمم له عند غسله لو كان صحيحا. اهـ.

ولو تيممت للعضو المصاب قبل الوضوء فنرجو أن لا حرج في ذلك؛ لأن كثيرا من الفقهاء لا يشترط الترتيب في هذه الحال.

قال ابن عثيمين في شرح الزاد: وقال بعض العلماء: إنه لا يشترط الترتيب ولا الموالاة كالحدث الأكبر، وعلى هذا يجوز التيمم قبل الوضوء أو بعده بزمن قليل أو كثير وهذا الذي عليه عمل الناس اليوم، وهو الصحيح اختاره الموفق والمجد وشيخ الإسلام ابن تيمية، وصوبه في تصحيح الفروع. اهـ.

وكذلك الحال في غسل الجنابة، إن كان غسل العضو المصاب يضر أو يؤخر البرء لم يجب عليك الغسل، فإن استطعت أن تغسل بقية البدن دون أن يصيب الماء الجرح فاغتسل وتيمم لذلك العضو، ولا يشترط الترتيب في الغسل.

ونسأل الله أن يشفي أخانا السائل، وأن يجعل ما أصابه كفارة للذنوب والسيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني