الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعلم العلوم الدنيوية بغرض الحصول على مال كثير

السؤال

درست في الدراسات الإسلامية سنة، وأريد في هذه السنة أن أتحول إلى مجال آخر ـ كالبرمجة ـ بغرض الحصول على مال أكثر، فهل علي إثم في ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أول ما يجب على المكلف تعلمه: هو تصحيح عقيدته وتعلم أحكام عبادته الواجبة عليه، كالصلاة والزكاة والصيام والحج ـ فهذا فرض عين، ومن فرط فيه أثم، وما عدا ذلك من العلوم الدينية، أو الدنيوية فهو فرض كفاية يجب على عموم المسلمين أن يقوم به بعضهم، وإذا أهملوه أثموا جميعا، وانظري الفتويين رقم: 137100، ورقم: 49739.

ولذلك، فإذا كنت قد عرفت فرض العين فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في التخصص، أو الانتقال إلى مجال آخر من العلوم الدنيوية، فلا حرج على المسلم أن يتعلم من العلوم الدنيوية، أو الحرف المهنية ما ينتفع به في دنياه ويستعين به على دينه.

والوعيد إنما جاء في من تعلم شيئا من العلوم الشرعية التي يبتغى بها وجه الله لينال بها الدنيا، أو الشهرة، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة.

يعني ريحها.

صححه الألباني.

قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين: العلوم تنقسم إلى قسمين:

قسم يراد به وجه الله: وهو العلوم الشرعية.

وقسم آخر ـ علم الدنيا: كعلم الهندسة والبناء والميكانيكا وما أشبه ذلك.

فأما الثاني ـ علم الدنيا ـ فلا بأس أن يطلب الإنسان به عرض الدنيا يتعلم الهندسة ليكون مهندسا يأخذ راتبا وأجرة، ويتعلم الميكانيكا من أجل أن يكون ميكانيكيا يعمل ويكدح وينوي الدنيا، هذا لا حرج عليه أن ينوي في تعلمه الدنيا، لكن لو نوى نفع المسلمين بما تعلم لكان ذلك خيرا له وينال بذلك الدين والدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني