الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب العلم مع الفقر والحاجة

السؤال

أريد طلب العلم الشرعى ولا أملك مالا . فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمال وإن كان صاحبه قد يستعين به على التفرغ لطلب العلم والاستزادة منه، إلا أن هذا لا يعني أن الفقر يحول ولا بد بين صاحبه وبين طلب العلم، ولكن الأمر يحتاج إلى مجاهدة ومصابرة وصدق نية وحسن قصد، واستعانة بالله تعالى وتوكل عليه، فمن صدق الله صدقه الله، ومن توكل عليه كفاه، وهو سبحانه عند حسن ظن عبده به. ومما يؤكد ذلك أن كثيرا من أئمة العلم كانوا فقراء، ونسوق للأخ السائل من أمثلة ذلك ما يشحذ همته، مما ذكره الحافظ ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله)، فقد أسند عن الإمام مالك قال: إن هذا الأمر لن ينال حتى يذاق فيه طعم الفقر. وذكر ما نزل بربيعة من الفقر في طلب العلم حتى باع خشب سقف بيته في طلب العلم، وحتى كان يأكل ما يلقى على مزابل المدينة من الزبيب وعصارة التمر. وعن الإمام الشافعي قال: لا يطلب هذا العلم أحد بالمال وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وحرمة العلم أفلح. وعنه قال: كنت يتيما في حجر أمي فدفعتني في الكتاب، ولم يكن عندها ما تعطي المعلم، فكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام، فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء، وكنت أسمع الحديث أو المسألة فأحفظها، ولم يكن عند أمي ما تعطيني أن أشتري به قراطيس قط، فكنت إذا رأيت عظما يلوح آخذه فأكتب فيه، فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديما، قال: ثم قدم وال على اليمن فكلمه لي بعض القرشيين أن أصحبه ولم يكن عند أمي ما تعطيني أتحمل به، فرهنت دارها بستة عشر دينارا فأعطتني فتحملت بها معه ... اهـ.
ثم نذكر الأخ السائل بحال أبي هريرة أحفظ الصحابة لحديث رسول الله صلى لله عليه وسلم، فقد روى البخاري عنه قال: كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني. وللفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 44674.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني