الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاصي من أسباب نسيان العلم

السؤال

أريد سؤالكم في قصتي هذه : أنا الآن طالب في آخر سنة قبل دخولي الجامعة، وهذه السنة إما أن أحصل فيها على منحة أو لا أحصل على حسب معدلي، فإنني طول عمري كنت دائماً الأول، ولكن في العطلة قبل المدرسة دعوت ربي كثيراً ولم أيئس ، وأتت المدرسة ويجب علي أن أجتهد على أحصل على المرتبة الأولى في نهاية العام، وقد أخذت بالأسباب فقد درست في العطلة بعضاً من المواد، ودعوت ربي وتوكلت، ولكن جئت بالمرتبة الخامسة في امتحان نصف الفصل الأول من السنة [ أي لم تنته السنة بعد ] ولم أيئس من ذلك فإنني قد دعوت الله والله هو المجيب، وحاولت أن أبتعد عن المعاصي فبها سبب لنسيان العلم، أحاول أكثر ما يمكن .
سؤالي : هل يتحقق دعائي أنني دعوت ربي بالمرتبة الأولى للحصول على المنحة المجانية فإني أريد عند ما أكبر أكثر أن أرعى عائلتي الميسورة وأمي المطلقة بسببٍ شرعي أن تحصل على حياةٍ هنيئة أكثر من كل أم، لأن أمي تعبت في تربيتنا فلا بد أن أتعب من أجلها وماذا عن ذنوبي التي أرتكبها أحياناً هل تنسيني العلم ؟ وبارك الله بكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يحقق طموحك وييسر لك ما فيه خير الدنيا والآخرة، وقد أحسنت بالبعد عن المعاصي فهي سبب للحرمان وفي نسيان العلم، يؤثر عن الشافعي من قوله شعراً:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي‌ * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور‌ * ونور الله لا يؤتاه عاصي
وأما عن تحقق دعائك فهو ممكن، فأنت قد سألت القوي القادر الكريم الذي لا يعجزه شيء، فحسن ظنك بالله واصبر ولا تمل ولا تيأس فقد قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وفي صحيح مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر ويدع الدعاء. وفي المسند من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر. انتهى.

وإذا لم يتحقق لك طلبك فلا تحزن فإنه قد يكون الخير فيما منعت منه قال تعالى :... وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني