الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينبغي التأكد من الخطأ قبل التنبيه عليه

السؤال

رقم الفتوى: 9898 دعوة الوالد لولده، مكتوبة بالفتوى غلط (على) بدل(ل).
وهنا استفسار صغير: هل أنا ملزم بتنبيه الناس على أي شيء لا يصح كحديث مكذوب أو ضعيف لا يصح، حتى لو كنت أعرف رغم أني لست عالما أو لم أدرس علم الحديث، وموسوس وأخاف لو أنبه من الذنب. فهل الذي يتجاهل مذنب؟ وهل لو عرفت أن أحدا قريبي يدخل منتدى أمنعه خوفا من أن يكون في هذا المنتدى شيء مكذوب. أرجو الرد علي أرجوكم مع توضيح كيف أقول للذي كتب شيئا لا يصح احذف، وكيف يوضح بإشارة ببعض الكلمات دون كتابته مرة أخرى خوفا من الشبهات لمن يجهل كلمة موضوع أو لا يصح. وهل عندما أحد يوضح ويظهر الكلام في آخر أخبار فلان أو أي منتدى لا يعتبر يعمل شيئا غلطا رغم أنه يحذر، وقد يتسبب هذا في ظهور شيء قديم، وممكن أحد جاهل يأخذ برأس الكلام ولا يفهم. أرجوكم أرجوكم أن تردوا علي لأن الموضوع أتعبني.
واستفسار أخير: هل يجوز أن أقول إن الضعيف محتمل الكذب فيه أو منه أو به لأني أنبه بعدم نشر الضعيف الذي لا يصح، وأكتب تلك الجملة؟ وهل الإنسان الذي أخطأ ملزم بالتوضيح أولا يمكن أن أقول له التوبة والاستغفار مخافة أن أشق عليه أم ألزمه أن يوضح؟ وهل لازم أكرر حتى أكون نبهت أو تكفي مرة وخلاص.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هناك غلط في الفتوى المشار إليها ـ وهي رقم: 9898 ـ فلفظ الحديث عند أكثر مخرجيه هكذا: دعوة الوالد على ولده. وأما لفظ: "دعوة الوالد لولده" فهو لفظ ابن ماجه.

قال أبو الحسن المباركفوري في (مرعاة المفاتيح): قوله "دعوة الوالد" هذه رواية أبي داود، وكذا وقع في رواية لأحمد، ولفظ الترمذي: "دعوة الوالد على ولده" وهكذا وقع في أكثر روايات أحمد وفي رواية الأدب المفرد "دعوة الوالدين على ولدهما" وفي رواية ابن ماجه "دعوة الوالد لولده" وكذا وقع في رواية أبي داود الطيالسي. اهـ.
وهذا مفتاح من مفاتيح علاج الإشكال الذي ذكرته ـ عافاك الله ـ فقد يكون ظن المرء في تخطئة شيء هو الخطأ، وقد يعيب المرء ما ليس معيبا، فهون على نفسك يرحمك الله.

ثم اعلم أن الخلاف بين أهل الحديث في التصحيح والتضعيف قريب من الخلاف بين الفقهاء في الأحكام الشرعية، ففيه متسع للخلاف السائغ، فقد اختلف أهل العلم قديما وحديثا في أُولى لَبِنات الحكم على الأسانيد، وهي الجرح والتعديل، فالراوي الواحد توثقه طائفة وتضعفه أخرى، ناهيك عن الخلاف في السماع والانقطاع، والشذوذ والعلة وغير ذلك. والمقصود أن القطع بصحة أو ضعف كثير من الأحاديث غير متيسر، وعليه فلا ينبغي التعامل مع هذه القضية بالطريقة التي تعاملت بها مع هذه المسألة. ويتأكد هذا في حق الموسوس؛ فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي، فاطرح هذه الأفكار عن نفسك ولا تسترسل معها، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا. وراجع في ضوابط نشر الأحاديث النبوية في المنتديات، الفتويين: 130525، 131582.
ولا نرى أنه من المناسب أن نقف مع كل جزئية مما ذكرته، لمكان الوسوسة التي تشكو منها. فإنا نود أن تترك هذا التعمق لحين رجوع الأمور إلى طبيعتها وقدرها المقبول، ولا يكون ذلك إلا بالإعراض عن المغالاة والإفراط. ونسأل الله تعالى أن يوفقك لأرشد أمرك، وأن يقيك شر نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني