الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين طلب العلم ومطالب الحياة

السؤال

أنا طالبة في الثانوية العامة، وعند بداية العام الدراسي بدأت المعلمات بإعطاء النصائح لنا لكي ننجح ونتفوق، ومن بين هذه النصائح أن لا نهتم لأي شيء حولنا سواء كان فرحا أو حزنا، فهل يجوز هذا وأن لا نهتم بشأن العائلة أو الوطن أو الدين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعل المدرسة أرادت تحفيز الطالبات على الاهتمام بالعلم وأهمية التفرغ له، ولم تكن تعني بهذا الاهتمام إهمال أمر الدين والأهل، فإن الدين هو رأس مال المسلم، وهو أهم ما يجب الاعتناء به، والخسارة الحقيقية للمرء هي خسران الدين، ورحم الله من قال:

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بضائر.

ومن قال:

الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.

وأما أمور الأهل والوطن: فمن وجد من يكفيه أمرهم فلا حرج عليه في التفرغ للعلم وإلا فليكن التفرغ للعلم والإقبال عليه مقرونا بعدم الإخلال بالواجبات الأخرى، وقد كان من هدي السلف وحرصهم على العلم أن يجتهدوا في التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية في الكسب وبين التفرغ للعلم، فقد ثبت عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني