الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إني - والحمد لله على فضله - وهبني الله حبًّا لطلب العلم الشرعي, وأعطاني من فضله كل المؤهلات لذلك, وقد ذهبت إلى بعض طلبة العلم وطلبت منهم أن يكتبوا لي منهجًا علميًا أسير عليه في الفنون؛ لأني نويت أن أصبح من العلماء - بإذن الله - لكنهم دائمًا ما يكتبون لي أشياء بسيطة, وإذا تجاوزتها لا يزيدونني, وإني أطلب منكم -آملًا عدم ردي - أن تفيدونني بمنهج علمي قوي من البداية حتى تصبح للإنسان ملكة في الاستنباط, ونريد هذا المنهج أن يكون في كل الفنون, فنريد خطة في الفقه مثلًا من البداية حتى نتمكن من الترجيح, وفي الحديث من البداية حتى نتمكن من التخريج والحكم على الأحاديث, وهكذا في جميع هذه الفنون: علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه والعقيدة والنحو والسيرة والتاريخ والآداب والرقائق, فنتمنى منكم - أيها الأفاضل - أن تفيدونا بمنهج من البداية حتى نصبح من العلماء في كل فن من الفنون التي تم ذكرها, فاذكروا لنا المتن وأفضل شرح له من فضلكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن في طلب العلم خيرًا كثيرًا وفضلًا عظيمًا، وأنه فريضة على كل مسلم, وقد بينا طرفًا من ذلك مع كيفية الطلب وأخذ العلم بالتدرج في جملة من الفتاوى, وانظر مثلًا الفتاوى التالية أرقامها: 4131 ، 20885 ، 23381 ، 31659. وما أحيل عليه فيها.

وعلى من أراد طلب العلم أن يبدأ بالإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله؛ ولهذا كان أكثر المصنفين من السلف يبدؤون كتبهم بحديث: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى .. الحديث متفق عليه.
فابدأ بكتاب الله تعالى وحفظه, فهو ينبوع الحكمة, ومقوّم اللسان, ومصحح الأفكار, وأصل الأصول الذي يجمع لك كل الفنون.

وتبدأ في كل فن مما ذكرت بحفظ متن صغير, ثم بما هو أوسع منه ؛ فمثلًا تبدأ علوم القرآن بقراءة متن في رسمه وضبطه كالمحتوي الجامع لرسم الصحابة وضبط التابع، ثم بكشف العمى أو مورد الظمآن.

وفي تجويده: بتحفة الأطفال, أو عجالة المجود, ثم الشاطبية, أو الطيبة.

وفي تفسيره: بمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية, ثم مباحث في علوم القرآن, ثم مراقي الأواه إلى تدبر كتاب الله, وهكذا الحديث وبقية الفنون تأخذها بالتدرج، مع العلم أن ما ذكرنا مجرد مثال؛ فقد تختلف الكتب والمناهج باختلاف الأماكن والأشخاص وتوجيهات المشايخ، والذي يضبط لك ذلك هو مصاحبة شيخ ماهر يجمع إلى العلم والمعرفة: التقوى والورع؛ فهو الذي يعطيك التفاصيل الجزئية، وكيف تتدرج في كل فن حتى تصل إلى ما تريد, نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني