الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

من تعلم العلم هل يصبح نقله للآخرين فريضة على المتعلم حتى لو كان القصد منه التعلم للعبادة الصحيحة؟

الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من علم من العلم شيئاً ثم كتمه عن الناس مع حاجتهم إليه ، فقد ارتكب ذنباً عظيماً لقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).[البقرة:159] وهذه الآية - وإن نزلت في اليهود فإنها عامة في كل كاتم ، إذ العبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب.
وقد نص العلماء على أن الكتم الملعون صاحبه على نوعين :
أ - تارة يكون بمجرد إخفاء المعلوم وستره مع مسيس الحاجة إليه وتوفر الداعي إلى إظهاره.
ب - وتارة يكون بإزالته ووضع شيء آخر موضعه .
- ولقوله صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم وكتمه ، ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة وغيره، وقوله أيضاً: " بلغوا عني ولو آية ". رواه البخاري . من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، و"بلغوا": أمر، والأمر محمول على الوجوب ما لم يرد ما يصرفه إلى الندب، ولا صارف له هنا خصوصاً فيما دعت الحاجة إليه .
فالحاصل أن من علم من دين الله شيئاً ، فإنه يجب عليه أن يعلمه لكل من كان ذا حاجة إليه ، سواء تعلمه في الأصل لمجرد أن يعمل به أم لا؟ ثم ننبه السائل إلى أن بث العلم من الأعمال التي لا تنقطع بموت صاحبها ، فيظل أجره سارياً عليه ما دام هنالك من يعلمه أو يعمل به، لقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" . رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني