الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السؤال عما لم يقع من النوازل

السؤال

ما حكم كثرة السؤال، وكثرة طرح الأسئلة على الناس؟ وما نظرة الشرع ورأيه بكثرة طرح الاستشارات والأسئلة على المشايخ، والأطباء، والعوام لغير حاجة؟ ولكنها حالة نفسية تجبره على طرح الأسئلة، وشكرًا جزيلًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء عن السلف ذم كثرة السؤال عما لم يقع من النوازل، ولا سيما إن كان مجرد افتراض لم يقع.

وأما السؤال عن معنى نص آية، أو حديث، أو التعرف إلى حكم شرعي من باب التعلم، فلا حرج فيه، قال السفاريني في شرح منظومة الآداب : وقال البيهقي في كتاب المدخل: كره السلف السؤال عن المسألة قبل كونها إذا لم يكن فيها كتاب ولا سنة, وإنما سأل بالاجتهاد؛ لأنه إنما يباح للضرورة، ولا ضرورة قبل الواقعة، وقد يتغير اجتهاده عندها. واحتج بحديث: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه} وقال طاووس عن عمر: لا يحل لكم أن تسألوا عما لم يكن. وقال ابن وهب: أخبرني الفتح بن بكر، عن عبد الرحمن بن شريح، أن عمر قال: وإياكم وهذه العضل، فإنها إذا نزلت بعث الله لها من يقيمها، أو يفسرها. وروي عن أبي بن كعب نحو ذلك. وقال ابن مهدي: عن حماد بن زيد، عن الصلت بن راشد، قال: سألت طاووسًا عن شيء، فقال: أكان هذا؟ قلت: نعم، فحلفني فحلفت له، فقال: إن أصحابنا حدثونا عن معاذ أنه قال: "أيها الناس، لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله، فيذهب بكم ههنا وههنا، وإنكم إن لم تعجلوا لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد, أو قال وفق. وروى أسامة بن زيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذا الكلام. وقال البيهقي: وبلغني عن أبي عبد الله الحليمي أنه أباح ذلك للمتفقهة؛ ليرشدوا إلى طريق النظر، قال: والرأي, قال: وعلى ذلك وضع الفقهاء مسائل الاجتهاد، وأخبروا بآرائهم فيها ...اهـ .

وعلى هذا، فينبغي على ذلك الشخص أن يعالج نفسه، وأن يتعود على عدم السؤال عما لا حاجة له به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني