الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحكم إن طرأ الرياء على العمل وجاهده الشخص؟

السؤال

أُعلِّم فتيات صغيرات التجويد، مع إخلاص النية لله بصدق، في مسجد قريب من بيتي، وفي يوم من الأيام وبينما أنا أعلم تلك الفتيات، وإذا بنساء يدخلن المسجد لاجتماع خاص، وجلسن يستمعن لما أعلمه للفتيات الصغيرات، وإذا برياء يدخل إلى نفسي، مع إطراء من إحدى النساء، وكرهت ذلك في نفسي كثيرًا، وهممت بإيقاف التعليم، ولكني لم أتوقف، وأيضًا دخل في نفسي بعض من الرياء، ولكني أجتهد، وأحدث نفسي أن هذا لله، وأتعوذ من الشيطان، وأدعو الله أن يطهر قلبي من الرياء، والكذب، والنفاق، فما حكمي إن دخل الرياء في نفسي ثم جاهدته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يبارك في تعليمك أولاد المسلمين، وأن يُجزل لك المثوبة.

وأما بخصوص طروء الرياء؛ فيقول الحافظ ابن رجب في جامعه: وأما إن كان أصل العمل لله، ثم طرأت عليه نية الرياء، فلا يضره، فإن كان خاطرًا ودفعه، فلا يضره بغير خلاف، فإن استرسل معه، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك، ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف، قد حكاه الإمام أحمد، وابن جرير الطبري، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري، وغيره.

وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله، كالصلاة، والصيام، والحج، فأما ما لا ارتباط فيه كالقراءة، والذكر، وإنفاق المال، ونشر العلم، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه، ويحتاج إلى تجديد نية، وكذلك روي عن سليمان بن داود الهاشمي أنه قال: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه، تغيرت نيتي، فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات. انتهى.

وعليه، فالواجب إذا حدث هذا، دفع الرياء الطارئ، وهو ما ذكرتِ أنك فعلته، وعليك تجديد الإخلاص، واستحضار النية.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 49482 حول أثر طروء الرياء على العمل.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 193193، والفتوى رقم: 149579، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني