الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من المعاصي ومدى أفضلية ذكر الذنوب أو نسيانها

السؤال

التوبة من المعاصي. كيف أكفر عن ذنوبي الماضية؛ عن ارتكابي للواط، وسماعي للأغاني، وإرسالي روابط محرمة في برامج التواصل الاجتماعي، الآن عمري ياشيخ 18سنة، والله أنا نادم، وعزمت أن لا أعود إلى ما فعلت، وبدأت أتفقه في دين الله، ولكن يا شيخ السؤال: كلما أتعلم مسالة أتذكر الماضي، مثلا النذر: سابقا كنت جاهلا، والآن علمت أحكامه، فهل يلزمني كفارة النذر السابق؟ علما أني كنت سابقا جاهلا. أجيبوني. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ذنوبك السابقة فتكفرها التوبة النصوح، فإن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم، فمهما كان ذنبك عظيما، فإنك إذا تبت لله سبحانه توبة صادقة محت هذه التوبة جميع ذنوبك، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فعليك أن تصدق في توبتك لربك، وأن تتفقه في دين الله، وأن تبتعد عن الأسباب التي من شأنها أن توقعك في المحظور. وأما تذكرك ذنوبك السابقة، فإن كان يعينك على كمال التوبة وتوفيتها حقها فهو حسن، وقد ناقشنا هل الأفضل ذكر الذنب أو نسيانه بعد التوبة في الفتوى رقم: 161551. فانظرها.

وأما النذر فيجب عليك الوفاء به إن كنت نذرت فعل طاعة لله تعالى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه. رواه البخاري، وأما إن كنت تشك في كونك نذرت أو لا، فالأصل براءة ذمتك، وما عجزت عن الوفاء به من النذور فإنك تكفر عنه كفارة يمين. هذا كله إن لم تكن قصدت بالنذر منع نفسك من فعل شيء أو حثها على فعله، فإن قصدت ذلك ثم حنثت -أي خالفت- فأنت مخير بين فعل ما نذرت أو كفارة يمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني