الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب طلب الازدياد في العلم، وسبل طلبه عند عدم وجود العلماء

السؤال

أنا شاب في 19 من العمر، نشأت مع رفاق لي في مسجد ومركز إسلامي في مدينتنا ـ بيروت ـ حيث تعلمنا الأحكام الضرورية للدين ـ الطهارة، والصلاة والوضوء، والسيرة.. وحفظنا القرآن الكريم والحمد لله، ومشكلتي أنني ومنذ أن أنهينا الحفظ كان عمري 14 سنة توقفنا عن تعلم أي شيء جديد فصرنا فقط نلتقي ونقوم بنشاطات كقيام الليل أو إفطار... ونعلم الأطفال الصغار في هذا المسجد القرآن والأمور البسيطة من الدين لفترة من الفترات أحسست أننا نقوم بعمل رائع واكتفيت، ورفاقي مقتنعون أننا نقوم بعمل عظيم ومرتاحون نفسياً تجاه ذلك، أما أنا فالآن وبعد خمس سنوات أشعر أنني مقصر، إذ لم أتعلم أي شيء جديد، وأنا أعرف أن علوم الدين واسعة جداً والمسلم الذي يبتغي العلم لا يكفيه تعلم مبادئ الإسلام وحفظ القرآن دون تدبر وتفسير، وأنا الآن ضائع، فماذا يجب أن أفعل؟ وبماذا أن أنصح أصدقائي؟ وكيف أبدأ بالتعلم؟ وماذا على المسلم الذي يطمح في تعلم الدين أن يعرف؟ أرجوكم أرشدوني بوضع عناوين عن الأمور التي يجب أن أتعلمها بالتدريج: عقيدة، وحديث... وذكر بعض الكتب والمراجع الموثوقة، لأنه وللأسف لا يوجد شيخ أو عالم قريب مني أثق بالتزامه منهج أهل السنة والجماعة لذلك أخطط أن أبدأ الآن وحدي إلى حين توفر ذلك العالم أو أسافر لطلب العلم خارج البلد.
وجزاكم الله كل خير ا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويحفظ رفاقك، ويبارك جهودكم، وينفع بكم المسلمين، وأن يزيدكم علما وثباتا وعزيمة على الرشد. ونوصيك بالاستمرار في سلوك طريق طلب العلم، وألا تنقطع عنه إلى أن تلقى الله تعالى، وكما قال بعض أهل العلم: مع المحبرة إلى المقبرة ـ والعلم كالبحر الذي لا ساحل له، وكل يغترف منه بنصيب، والازدياد من العلم مطلوب شرعا، ولم يأمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالدعاء بالازدياد من شيء إلا العلم، كما قال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا {طه:114}.

فنوصيك ونوصي رفاقك بعدم التوقف عن طلب العلم، ولتعلموا أن العلم أمان لصحة سلوك الداعي إلى الله، وحماية لدعوته من الزيغ والانحراف، فالعلم مقوم للأنشطة الدعوية وهو سياج واق لها، وقد ذكرنا برامج لطلب العلم وما يلزم المبتدئ في الفتاوى التالية أرقامها: 57232، 243814، 21753، 120927، وإحالاتها.

ومنها يتضح لك العلوم التي ينبغي أن تعرفها وكيف تتدرج في تحصيلها، كما ذكرنا بعض الكتب النافعة لطالب العلم في الفتاوى التالية أرقامها: 2410، 22007، 27788، 23381.

وبخصوص عدم توافر العلماء من أهل السنة والجماعة في بلدك، فيمكنك طلب العلم عن طريق تسجيلاتهم وهي الآن متوافرة ولله الحمد على الشبكة العنكبوتية وغيرها، كما يمكنك التواصل مع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وهي من المواقع الطيبة الموثوق بها التي تقدم العلوم الشرعية بشكل منهجي ومتدرج، ومن ميزاتها أن دروسها تبث فضائيا عن طريق قناة المجد العلمية وغيرها، ويمكنك التواصل معها عن طريق موقعهم على الإنترنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني