الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف عند التحدث مع المدير المسؤول هل يعد شركا بالله

السؤال

أولا أقول لكم رمضان كريم، ومبارك عليكم، وعلى جميع أمة الإسلام.
رجاء أن تعطوني جوابا شافيا على مشكلتي:
حدث وأن شعرت بنوع من الارتباك والخوف عند تحدثي مع المسؤول في العمل، لا أدري سبب هذا الخوف، هل هو محاولة مني لإرضائه كي لا يطردني من العمل؟ أم محاولة مني لأظهر حسن سلوكي؟ لا أعلم بالضبط سبب هذا الشعور.
هل هذا الخوف شرك بالله؟ أرجو أن تشخصوا حالتي فقد قرأت أنواع الخوف في موقعكم.
ماذا يجب علي أن أفعل لكي أتوب إلى الله ؟ وهل أترك ذلك العمل لكي تتحقق توبتي؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الخوف الذى حصل معك أمر طبيعي يحصل مع بعض الناس عندما يقف أمام مسؤول أو مدير أو غير ذلك ، أو يقف أمام جمع من الناس لم يتعود على الوقوف أمامهم.

ولا أثر له على إيمان الشخص ما دام معتقدا في قرارة نفسه أنه لا ضار ولا نافع إلا الله.

وعليه فلا تشغل نفسك بالوساوس ، واعلم أن ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين ، فما دام - والحمد لله - إيمانك ثابتا يقينا فلا تؤثر فيه شكوك لا تستطيع أنت نفسك تفسير سببها.

واعلم أن أيا من التفسيرين اللذين ذكرت لخوفك (محاولة إرضاء المسؤول أو إظهار حسن السلوك) ، لا يعد - على فرض صحته - كفرا أو مقاربا له.

واسمع إلى هذه الكلمة الواضحة التى قالها الشوكاني رحمه الله، لتعلم أن الكفر ليس بهذه البساطة التى تتصور، يقول: فلا بد -أي في الحكم بالكفر- من شرح الصدر بالكفر وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه، فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشرك لا سيما مع الجهل بمخالفته لطريقة الإسلام. ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر، ولا اعتبار بلفظ يلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه. اهـ

فدع عنك كل الوساوس الشيطانية ، ولا تترك عملك لهذا السبب ، وعليك بالدعاء والإعراض التام عن مثل تلك الخواطر ..

وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 51601- 70476.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني