الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة تزيل خبث المعصية، والعاصي لا يُكره لذاته

السؤال

هل الزاني خبيث النفس؟ وكيفية التوفيق بين دخول كل من مات على الإسلام إلى الجنة - مهما كان عظم ذنبه ما عدا الكفر - وعدم دخول خبيث إلى الجنة؟ وبعض الناس يسبون العصاة و ينظرون إليهم باستحقار بحجة أنهم يستحقون ذلك، فما السبيل الصحيح لدعوة العصاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، والزاني خبيث النفس غير طيب، جاء في تفسير القرطبي رحمه الله: "فالخبيثات الزواني، والطيبات العفائف"، لكن من مات من العصاة مؤمناً فهو في مشيئة الله عز وجل، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وانظر الفتوى رقم: 97979 ، والفتوى رقم: 166427 ، وأما من تاب من الزنا أو غيره من المعاصي توبة صحيحة، فإنّ التوبة تطهره وتزيل عنه خبث المعصية، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

واعلم أنه ينبغي على المؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة، ويرجو لهم الهداية، ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية، فإنه لا يكره العاصي لذاته، وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية، قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي: "...أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم، مع إقامة أمر الله فيهم، فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم، لا قسوة وفظاظة عليهم" (طريق الهجرتين 1 / 154).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني