الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بالتوبة النصوح تغفر الكبائر والصغائر

السؤال

في الصغر لم أكن متذكرا أني كنت قد بلغت الحلم من عدمه، وفي لحظة غضب عارمة سببت الله عز وجل, وقد بلغت الآن ما يقارب 25 عاما، ولم أفعل ذلك الفعل مرة أخرى, فهل لي من توبة؟ وهل يغفر الله لي هذا الذنب؟ علما بأني قد ارتكبت معاصي كثيرة: (اللواط, مشاهدة الأفلام الإباحية, الحديث مع الفتيات عبر الهاتف والجوال والإنترنت، والحديث عن الجنس, ممارسة العادة السرية), وأقلعت عن كل هذه الأفعال، وتبت إلى الله، وندمت على ما فعلت، وعزمت ألا أعود لهذه الأفعال مرة أخرى، فهل يغفر الله لي؟ ووقعت في يمين غموس من قبل، ولكني لم أكن أعرف ما هي اليمين الغموس، ولم أكن أعرف حكمها، وكنت أجهل ذلك، فهل ينطبق علي قول الله تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. مع أني تبت عن هذا الفعل الذي وقع مني مرة واحدة عن جهل دون علم، فهل لي من توبة عن كل هذه الأفعال والتصرفات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمهما كان ذنبك عظيما فإن عفو الله تعالى أعظم، ورحمته أوسع، وعافيته أشمل، فتب إلى ربك، واندم على ما فعلت من الذنوب، واعزم على عدم العودة إلى شيء منها، ثم إن استوفت توبتك شروطها فإنها توبة مقبولة، مهما كان الذنب عظيما والجرم جسيما، وترجع بإذن الله - إذا صحت توبتك - من ذنوبك كمن لم يذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وقال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فاصدق في توبتك وأكثر من فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واصحب أهل الخير الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى.

وأما يمينك هذه؛ فإن كنت عالما بتحريم الكذب كما هو الظاهر، وإنما تجهل عقوبة اليمين الغموس، فقد أثمت بذلك، ولكن ما دمت قد تبت إلى الله تعالى، فإن الله يقبل توبتك ويقيل عثرتك، وليس عليك في هذه اليمين كفارة في قول الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني