الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سرقة المال من مرتكب الفواحش تعد مصيبة تخفف عنه من غضب الله؟

السؤال

ذات يوم كنت ذاهبا إلى ممارسة ما ‏يغضب الله. وقبل أن أذهب سرق ‏مني مبلغ 1000 جنيه، وشعرت أن ‏هذه علامة من الله، وغضب، ‏وتحذير، ولكن للأسف ذهبت ‏ومارست الرذيلة، ولكن لم أقم ‏بإدخال عضوي الذكري، في عضو ‏المرأة التي مارست معها الرذيلة، ‏كان مجرد تلامس.
أنا نادم ولا ‏أعرف ما أفعل! إحساس بغضب الله، ‏وعدم قبول التوبة يحيط بي. ‏إحساس بالذنب، وأن غضب الله قادم ‏لا محالة؛ لأني عصيت الله، وبالرغم ‏من سرقة أموالي قبيل الذهاب، إلا ‏أني ذهبت، وقمت بما قمت به.‏
أفتوني كيف لي أن أتوب؟
‏ نادم على كل شيء: الفاحشة، ‏والأموال التي سرقت.‏
كيف أتوب وأستغفر؟
هل الأموال التي سرقت مني ‏ستخفف غضب الله؟
أفيدوني.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فلو تبت توبة نصوحا مستوفية لشروطها؛ فإن الله تعالى يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، فمتى استوفيت هذه الشروط، فأحسن ظنك بربك، وثق بقبوله لتوبتك، وأنك تعود كمن لم يذنب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فأحسن ظنك بربك، واصدق في توبتك، وأكثر من الاستغفار، وفعل الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وأما ما سرق منك من المال، فلو صبرت، واحتسبت رجي لك أجر الصبر على هذه المصيبة؛ فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني