الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما وقعت في المعصية فتب إلى أن تحزن الشيطان

السؤال

أنقذوني ينقذكم الله. ‏
أنا أعاني من مرض خبيث، وقد ‏مللت ‏من نفسي أريد أتخلص منه. ‏
بدايته كانت معي وأنا صغير في ‏‏16 ‏من العمر: وقد وقعت في هذا ‏المنكر عدة مرات. ‏حتى أعلنت ‏توبتي، وأقلعت عنه. ‏
بعدها بعام تقريبا كنت في ‏البيت ‏الحرام، وشاء ربي أن أبتلى ‏بشخص أثارني ‏لأرتكب معه الجرم ‏العظيم، وقد فعلت به، مع العلم أني ‏كنت ‏في السابق يفعل بي، وأعطاني ‏‏100 ريال لأفعل به. ‏
ما حكم هذا المال وما كفارته؟
ندمت الندم الشديد على فعلتي؛ ‏فأعلنت توبتي على نفسي، وأقلعت ‏عن هذا الذنب. بين ‏حين ‏وآخر ‏يراودني فأقوم بالاستمناء، ‏وأتوب مجددا. ‏
أما الآن فأنا في 23 من العمر إذا ‏بهذا الذنب يراودني بشدة، مع العلم ‏أني كنت أدخن، تركت ‏التدخين. ‏
وكنت مولعا بالأغاني، تركت ‏سماعها ‏لله. ‏ وما بقي معي إلا هذا ‏الجرم العظيم ‏من الذنوب. ‏
أنشأت حسابا على الإنترنت؛ لأبحث ‏عمن يفعل الجرم معي. ‏
للأسف كان هذا في رمضان، كنت ‏صائما في النهار، وأنا أكلم هذا ‏وذاك ‏على الإنترنت. ‏
وأظن ولست متأكدا أني ‏استمنيت ‏وأنا صائم. ‏
حتى كلمت شخصا واتفقت على ‏أن ‏أقابله؛ وقابلته. ‏ ولم يكن لدينا ‏مكان لنفعل جرمنا ‏العظيم. ‏
فبحثنا هنا وهناك حتى وجدنا ‏مكانا ‏في الخلاء. ‏ فإذا بحديث نفسي ‏يقول: استحييت من الناس، ولم تستح ‏من ‏الله. ‏
بحثت عن أكثر الأماكن أمنا عن ‏الناس، ‏ولكن أين رب العزة. ‏
يا الله فإذا بي أتجاهل هذا ‏الصوت، ‏وأكمل في جرمي. ‏
وتدلكنا. ‏
وقمنا بالاستمناء بعد التدالك لا أكثر ‏من ذلك. ‏
رجعت إلى البيت كارها نفسي. ‏
‏ أعلن توبتي من جديد، وحزني ‏على ‏نفسي. ‏
وقمت بغلق حسابات الإنترنت. ‏
وحزنت لأني ارتكبت حرمة ‏من ‏حرمات الله. ‏
بعدها ضعفت مجددا في وقت ‏ليس ‏ببعيد عن توبتي، بل في نفس أيام ‏الشهر الكريم، واشتركت من جديد ‏على ‏المواقع. ‏
وبحثت مجددا حتى عثرت على ‏شخص آخر. ‏
وفعلت الجرم مجددا: تدالك ‏واستمناء. ‏
يا الله. ‏
شعرت بالخوف من نفسي. ‏
شعرت بالخجل من ربي. ‏
فكل مرة كنت أتوب وعندما ‏أقبل ‏مجددا كانت نفسي تقول لي: ‏افعلها وتب. ‏
لا أدري هل تقبل توبتي من ‏هذا ‏المنطلق. ‏
حتى بعد العيد. ‏
راودني نفس الذنب، وقمت بإنشاء ‏حسابين جديدين، وبحثت عن ‏الشخص، وقمت هذه المرة بتصوير ‏جسمي عاريا. ‏
وأرسلته لمن أتحدث معه. ‏
يا الله. ‏
وقد كنت حريصا على أن أحذف ‏صوري ‏بعد أن أعرضها لأحد فأنا ‏أخاف من السيئات ‏الجارية. ‏
حتى استفقت هذه المرة قبل أن ‏أقابل ‏أحدا، وغيرت اسم حسابي. ‏
وقلت في نفسي هذه المرة لن ‏أفعلها ‏لله. ‏
قلت هي لله هي لله. ‏
وإذا نظرت لأي شخص نظره ‏الشذوذ ‏فسأصرف نظري، وقلت هي لله، هي ‏لله. ‏
لقد تعبت. ‏
نفسي ضعيفة، فكرت في الزواج ‏بنية ‏العفاف. ‏
ولكني لست مستطيعا الآن. ‏
ماذا أفعل حتى ذلك الحين. ‏
أنقذوني ينقذكم الله. ‏
سبحان الله دائما أمي تدعو لي ‏بالستر. ‏فأنا بار بها. ‏
ولا أحد يعلم بذنبي إلا نفسي. ‏
اغفر لي يا رب. ‏
وإن تبت ما هي شروط التوبة. ‏
أريد نصيحة قوية لأردع نفسي. ‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد قدمنا بعض النصائح المفيدة المعينة على الإقلاع عن هذه الرذيلة، والتوبة منها بالفتاوى التالية أرقامها: 57110، 59332، 60222، 6872، 56002، 5453، 7413.

وقد أحسنت في القيام بالتوبة، والندم كلما وقعت في هذا الجرم، فعليك أن لا تيأس فأنت على خير إن شاء الله، ما دمت تبادر بالتوب دائما؛ فإن التوبة إذا توفرت شروطها من الندم، والإقلاع عن المعصية، والعزم أن لا يعاد إليها كانت مقبولة عند الله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبد ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك.. أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً مستوفية الشروط، سالمة من موانع القبول. وقال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان.

وأما الزواج فهو واجب على من استطاعه إن كانت نفسه تجره للحرام، فالزواج أغض للبصر، وأحصن للفرج؛ كما في حديث الصحيحين.

وأما المائة ريال فإنها لا تحل لك، بل يجب عليك صرفها في مصالح المسلمين، أو إعطاؤها لفقرائهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني