الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الابتلاء بالمعاصي

السؤال

هل المعاصي، والذنوب نوع من ‏الابتلاء، وإن كانت نوعا من ‏الابتلاء. فهل يدخل صاحبه النار؟ ‏
الابتلاء بمرض مثلاً يكفر الذنوب، ‏لكن لو ابتلي أحدهم بمعصية، فإن ‏ذنوبه تزداد. ‏
هل هذا صحيح؟ ‏
وشكراً.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمعاصي إنما تعد نوعا من الابتلاء من حيث إن الله حرمها على عباده، واختبرهم بها، هل يمتنعون منها أم لا؟ فالابتلاء بالمعاصي إنما هو في اختبار العباد بطاعة ربهم في الكف عنها مع تمكنهم منها، لا في نفس ممارستها، كما في قوله تعالى: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ {الأعراف:163}.
"قال ابن جرير: وقوله: { ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم } أي: نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء، في اليوم المحرم عليهم صيده، وإخفائه عنهم في اليوم المحلل لهم صيده { كذلك نبلوهم } نختبرهم { بما كانوا يفسقون } يقول: بفسقهم عن طاعة الله، وخروجهم عنها. تفسير ابن كثير.

وقال ابن عاشور: أي: نمتحن طاعتهم بتعريضهم لداعي العصيان، وهو وجود المشتَهى، الممنوع. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 132570.
وعلى ذلك، فمن وفق إلى ما يرضي الله عند الابتلاء بالمعاصي أو بغيرها، فقد فاز وربح، ومن لم يوفق فقد خاب، وخسر.

وأما بخصوص دخوله النار، فإنما يتوقف على تحقق شروط، وانتفاء موانع.

وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 244813، 232246 ، 51247.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني