الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تقل طاعته عند مخالطته للناس وعلاج ذلك

السؤال

دائماً ألاحظ أنني أقوم بالطاعات في حالة تواجدي وحدي، ولا يوجد أناس مثل ‏أخواتي، وإخواني، أي عندما يكونون في الإجازات. أما إذا كانوا موجودين، فيقل اهتمامي بالصلوات: ‏النوافل، وقيام الليل، وقراءة القرآن.‏
‏ فهل هذا من صفات المنافقين، أو علي ذنب في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الذي يصيبك من التقصير في النوافل، إذا خالطت الناس، سببه الاشتغال بفضول المخالطة، وقد حذر أهل العلم منها، وبينوا أنها مقعدة عن الطاعة.

يقول ابن القيم رحمه الله: إن فضول المخالطة هي الداء العضال، الجالب لكل شر، وكم سلبت المخالطة، والمعاشرة من نعمة. وكم زرعت من عداوة، وكم غرست في القلب من حزازات، تزول الجبال الراسيات، وهي في القلوب لا تزول، ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة. انتهى.

وإذا لم تخرجي من واجب، ولم تدخلي في محرم بسبب هذه المخالطة، فلا إثم عليك، ولكن يفوتك من الخير بقدر ما فرطت فيه من الطاعة، فعليك أن تخالطي الناس بقدر الحاجة بما ينفعك في دينك ودنياك، وما لا تدعو إليه الحاجة فتجنبيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني