الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعلم اللغة العربية قبل حفظ القرآن

السؤال

هل يجوز تعلم اللغة العربية قبل حفظ ‏أي سورة من القرآن، ما عدا ‏الفاتحة؛ عملا بقول عبد الله بن ‏مسعود-رضي الله عنه-: كان الرجل ‏منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن ‏حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأول ما يجب على المسلم من أمر دينه: أن يصحح إيمانه، ويعرف ما يصلح به فرض عينه.

قال الأخضري المالكي في مقدمته: أول ما يجب على المكلف: تصحيح إيمانه، ثم معرفة ما يصلح به فرض عينه، كأحكام الصلاة، والطهارة، والصيام. اهـ.

وقد بينا في الفتوى رقم: 241201 أنه لا يجب على كل شخص من الأمة حفظ شيء من القرآن سوى الفاتحة، ولكن يستحب. وأما الفاتحة فتعلمها واجب على كل شخص؛ لتوقف صحة الصلاة على قراءتها.

كما أن اللغة العربية تجب معرفتها على الكفاية؛ لأنها الطريق لفهم القرآن، والسنة، فإذا قام به البعض، سقط عن الآخرين، وهذا بالنسبة لعموم الأمة.

أما بالنسبة للأعيان: فيجب على المسلم أن يتعلم من العربية ما يؤدي به ما افترضه الله عليه في الصلاة من القراءة، والأذكار؛ لأن ذلك لا يجوز بغير العربية.
قال الإمام الشافعي: يجب على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما يبلغ جهده، في أداء فرضه.اهـ.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب، والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب. ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية. اهـ.

فإذا تقرر هذا، علمت أنه يجوز للمسلم إذا صحح إيمانه، وعرف ما يصلح به فرض عينه، ومنه حفظ الفاتحة... أن يبدأ مباشرة في تعلم اللغة العربية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني