الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف إن أورث القنوط لا يكون محمودا

السؤال

لدي مشكلة وهي أعتقد أني منافق ـ والعياذ بالله ـ فكثيرا عندما أفكر أعمل عملا صالحا أفكر كيف سيفكر الناس عندما يروني أعمله وكيف سيرون أني شخص صالح، مع أني أريد أن أفعله لوجه الله، وقبل يومين قررت أني سألتزم بالدين، وبعد صلاة العشاء دعوت الله أني ألتزم إن شاء الله وأكون مخلصا، ولكني دعوت لشيء فيه شهوة وأردت أن يوفقني الله إليه، والله ما مرت ساعة حتى حصلت عليه، ووقعت في معصية الله، وفي اليوم التالي انحرفت كثيرا عن الحق، وعند فراغي من صلاة المغرب قررت أن أقرأ القرآن ووالله ما فتحت القرآن وما أتتني إلا الآية 75 من سورة التوبة، والله عندما علمت أن الله يقصدني لم أنظر إلا إلى قلبي فوجدته قاسيا لا يتعظ، فما النجاة؟ وكيف أصرف غضب الله عني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخوف من النفاق، ومن النار، ومن سوء الخاتمة عبادة جليلة، ولكنها غير مقصودة لذاتها، بل المقصود منها أن تحث على العمل، فإذا تحقق العمل، فهو خوف محمود، وأما إن أورثت القنوط، فليس هو الخوف الذي أُمرنا به، وانظر الفتوى رقم: 269278.

فاحذر من التمادي في الخوف أن يورثك القنوط، وداو ذلك بالرجاء، وحسن الظن بالله.

وكونك تشعر بألم القلب فهذا دال على بقاء حياة القلب، ويبقى أن تداويه بمبادرة التوبة النصوح.

وكونك يتكرر منك العزم على الطاعة ثم يزول، فلا يعني اليأس، بل يقتضي مزيد مسارعة، ومبادرة التوبة، حتى لو غلبك الشيطان مرة أخرى، فلا تنقطع، ولا تيأس، وعُد، فالله يحب العبد المفتّن التواب، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 128530، 112268.

ونرشدك إلى دواء لما يدخل إليك الشيطان منه من التفكير فيما يقول الناس، وهو إخفاء بعض الأعمال الصالحة فهو أمر حسن ومطلوب شرعا، وهو أعون على الإخلاص بلا شك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الخطيب في تاريخه والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 276946.
وراجع بعض ما يعين على الإخلاص بالفتوى رقم: 10396.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني