الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب من الذنب كمن لا ذنب له

السؤال

أنعم الله علي بالهداية، والتدين منذ صغري، والحمد لله. ولكن في ساعات ضعف إيمان، واشتعال نار الشهوة، كنت أسهر مع النت على مواقع محرمة، إباحية. وعلمت منذ فترة بأن عصيان الله في السر، وبعد غلق الأبواب، يمحق الحسنات، بل ينسفها، فيا مصيبتي.
واليوم أنعم الله علي؛ إذ سمعت كلاما لمشايخ -أحسبهم مخلصين إن شاء الله، ولا أزكي أحدا على الله-رجعت إلى صوابي، وبي ندم رهيب على ما فات من تضييع حسناتي، ومحوها من صحائفي.
فهل من مخرج؟
أنا خائف من غضب الله، فأرجو العفو من الله.
أجيبوني، وفرجوا عن قلبي الغم والهم.
أخاف من لقاء حبيبي ربي، وأنا هكذا، بعد أن خسرت رصيد حسناتي، وأعمالي.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد تبت إلى الله من هذه الأعمال توبة نصوحا، فإن توبتك تمحو ما قبلها من الإثم، كما قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}. ومهما كان هذا الذنب عظيما، فإنه يغفر بالتوبة النصوح، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

ومن صحت توبته؛ فإنه يرجع كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.

فهون عليك، وثق بفضل ربك وكرمه، وسعة مغفرته، ولا تضرك تلك الذنوب التي ارتكبتها ما دمت قد تبت منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني