الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الذنوب مقبولة مهما كثرت

السؤال

أنا آنسه ولم أتزوج بعد، في الماضي لم أكن قريبة من الله وفعلت معاصي كبيرة، منها تجاوزات وكلام غير أخلاقي مع شباب، وكنت أتوب وأرجع للذنب مرة أخرى، ولكن أكبر ذنب في حياتي هو أني عرفت شابًّا والتقيت به في نهار رمضان في المنزل وحدثت تجاوزات خارجية، ولا أذكر هل حدث جماع من الخلف أم لا؟ علمًا بأن هناك أيامًا كنت صائمة فيها وحدثت هذه التجاوزات فأفطرت هذه الأيام، وهناك أيام أخرى كان في نيتي أن أفطر فيها لأني سألتقي به، وحدث نفس الشيء في رمضان الذى يليه، ولكني أيضًا لا أذكر عدد الأيام، ولكن مجموع الأيام في رمضان الأول والثاني لا يتعدى الـ 7 أيام تقريبًا، وأيضا لا أذكر هل حدث جماع من الخلف أم لا؟ ولكن باقي رمضان صمته ونويت ألا أرجع لذنبي هذا، وذنبي يمنعني من النوم، وأريد التوبة ولكني أخاف من ربي أن لا يقبل توبتي.
أنا صمت كفارة شهرين متتابعين، وسوف أصوم عدة أيام أخرى لله بنية الأيام التي فعلت فيها هذه المعاصي، فهل هذه الكفارة تكفي عن رمضان الأول والثاني؟
أرجوك ساعدني، لا أعرف كيف أكفر عن ذنبي وأتوب لله، ولا أعرف هل سيقبل الله توبتي أم لا، أنا أخاف من عذاب ربي، وذنبي هذا يقتلني، فقل لي كلامًا يعطيني أملًا في استكمال التوبة، بالله عليك أملي فيك كبير، أنا أعيش في عذاب بسبب ذنبي وأخاف من ربي ودخول النار.
ساعدني ماذا أفعل لأتقرب إلى الله؟ إني أخاف أن لا يقبل الله توبتي لأني أذنبت كثيرًا، وهل أصوم شهرين متتابعين مرة أخرى أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي -عفا الله عنك- أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فاحمدي الله على أن تاب عليك من هذه الجرائم، وأحسني ظنك به، وأقبلي عليه، واعلمي أنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأن الذنب مهما كان عظيمًا فإن رحمة الله تعالى أعظم، والله تعالى يغفر الذنوب كلها لمن تاب منها توبة صادقة، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. ويعود المذنب التائب كأنه لم يذنب؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فاصدقي في توبتك، وأقبلي على ربك تعالى، وأكثري من فعل الحسنات، وتزودي من الطاعات وبخاصة في تلك الأوقات الفاضلات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وأما تعمدك الفطر في نهار رمضان: فكفارته أن تقضي تلك الأيام التي أفطرتها، ولا يلزمك إلا قضاء ما تتيقنين أنك أفسدته من الأيام؛ قال الشيخ/ ابن عثيمين: إذا شكت هل عليها صوم يوم أو يومين؟ فإنه لا يلزمها إلا يوم. انتهى.

وأما شكك في حصول الجماع من الدبر: فالأصل عدمه، ومن ثم فلا تلزمك كفارة؛ لأنها لا تجب على ما نرجحه إلا في الفطر بالجماع، وهو هنا غير متيقن، وانظري الفتوى رقم: 123962.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني