الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اللحن في القراءة في غير المصحف

السؤال

هل يجب الالتزام بالتشكيل عند قراءة فتوى على موقعكم مثلا أو قراءة كتاب ديني بخلاف القرآن الكريم طبعا، فأنا أخشى أن أقرأ شيئا خطأ فأقع في إثم، فما هو الواجب أن أتعلم لغة عربية فصحى أولا؟ أم أن القراءة الصحيحة تجب في القرآن الكريم فقط؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا لم نطلع على كلام لأهل العلم يوجب الالتزام بالتشكيل في قراءة كلام أهل العلم أويحرم اللحن فيها، بل إن بعض أهل العلم صرحوا بأن اللحن في خطبة الجمعة لا يبطلها ولا يؤثر على صحتها.

قال الشيخ محمد عليش في فتح العلي المالك وهو مالكي: اللحن في الخطبة ليس من مبطلات الصلاة، ولا موجبا لعزل الخطيب، كيف والراجح صحة الصلاة مع اللحن في نفس الفاتحة، واقتصر عليه في المجموع حيث قال وصح بلا لحن. اهـ . ولم أر من نص على أن السلامة من اللحن في الخطبة من مندوباتها فضلاً عن كونها من سننها وعن كونها من واجباتها. اهـ

وأما تعلم اللغة العربية فهو مطلب شرعي، وينبغي للقادر على القراءة الفصيحة أن يحرص على سلامة لسانه من اللحن، كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: معلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي، ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصا وعيبا. اهـ

وقال ابن فارس في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة": وقد كان الناسُ قديمًا يجتنبون اللحْن فيما يكتبونه، أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب. اهـ.

وقال الدكتور بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ: ابتعدْ عن اللحن في اللفْظ والكتب؛ فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذَوْق، ووقوف على مِلاح المعاني، لسلامة المباني. اهـ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني