الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقدم حال تعذر الجمع بين نوافل العبادات وبين الدراسة

السؤال

مشكلتي أنني أحس بأنني تائه في هذه الدنيا، في هذا الزمان، زمان التكنولوجيا، لأنه لكي يكون لك منصب عال فالخيار الوحيد هو الدراسة المكثفة، وأنا أطمح أن تكون لي مكانة اجتماعية، وذلك لأرضي الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف". إلا أنه لا أجد وقتًا لأتقرب به إلى الله من غير الدراسة، لأنه لا يكون لي وقت لحفظ القرآن وقيام الليل دائمًا.
فهل أتخلى عن حلمي وأجتهد قليلًا في الدراسة، وأترك وقتًا للعبادة؟ لأنني سمعت أن الدراسة تعد من الجهاد، أي يمكن أن يكون جزاؤها مثل قيام الليل.
وشكرًا جزيلًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالدراسة الدنيوية بالنية الصالحة كنية نفع المسلمين ونحو ذلك تصير عبادة يثاب عليها صاحبها، وإن كان هذا الشيء الذي تدرسه من فروض الكفايات التي لا بد أن يوجد في الأمة من يقوم بها، فثواب تلك الدراسة حينئذ يربو على ثواب نوافل العبادات، وراجع الفتوى رقم: 188951، والفتوى رقم: 177779. فسدد، وقارب، واجتهد في دراستك بالنية الصالحة، وافعل ما تقدر عليه من نوافل العبادات، ولو أنك وازنت بين المصالح، ونظمت وقتك، وحرصت عليه بحيث لا يضيع عليك شيء منه، واستعنت على ذلك بالله تعالى؛ فلا نشك في أنك تستطيع بإذن الله التوفيق بين الأمرين والموازنة بينهما، وإن تعذر الجمع بين نوافل العبادات وبين دراستك، فقدم الاجتهاد في دراستك، خاصة إن كانت من الفروض الكفائية؛ لأن العبادة ذات النفع المتعدي تقدم على العبادة ذات النفع القاصر.

ومع ذلك لا تترك مجاهدة نفسك على أن تأخذ من نوافل العبادات القدر الذي يتيسر لك -وإن قلّ- مستعينًا بالله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني