الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستمرار في رفع السبابة إلى تسليم الإمام لمن انتهى من التشهد

السؤال

عندما أكون مأموما وفي جلسة التشهد الأخيرة، هل علي إبقاء إصبع السبابة مرفوعا بعد فراغي من التشهد والصلاة علي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وأنتظر الإمام ليسلم؟ أم أنزله عند فراغي إلي أن يسلم الإمام؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عما سألت عنه ننبهك إلى أهمية الدعاء بعد الفراغ من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، وأن ذلك من سنن الصلاة التي ينبغي لك أن تحافظ عليها، وخاصة إذا كنت في انتظار سلام إمامك؛ فمن السنة في ذلك الاستعاذة من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال لقوله صلى الله عليه وسلم ـ قال: إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال". رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ثم لتختر من المسألة ما تشاء. رواه مسلم.
فإذا انتهيت من التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فاستعذ بالله من الأربع، وواصل الدعاء بما تحب من خيري الدنيا والآخر مع رفع السبابة حتى تسلم مع إمامك.
وبخصوص ما سألت عنه، فإن رفع السبابة في التشهد من سنن الصلاة المتفق عليها بين المذاهب الأربعة، ولكنهم اختلفوا في وقت رفعها، وفي تحريكها، والإشارة بها كما بينا في الفتوى رقم: 30797، والفتوى رقم: 71910،

وعلى ذلك فالأمر فيه واسع، كما جاء في شرح زروق المالكي على الرسالة؛ قال: وفي سماع ابن القاسم ـ عن مالك ـ التخيير. اهـ
والظاهر ـ والله أعلم ـ أن الأولى رفعها وتحريكها في جميع التشهد في موضع الدعاء منه، كما يظهر من بعض الأحاديث التي وردت في ذلك؛ فعن وائل بن حجر قَالَ كُنْتُ فِي مَنْ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي؟ فَلَمَّا جَلَسَ افْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ وَضَعَ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ عَقَدَ ـ يعْنِي ثِنْتَيْنِ ـ ثُمَّ حَلَّقَ، وَجَعَلَ يُشِيرُ بِالسَّبَّاحَةِ يَدْعُو" رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صفة الصلاة
وجاء في شرح ابن ناجي المالكي على الرسالة: أنها مذبة للشيطان، لا يسهو أحدكم ما دام يشير بإصبعه، قال الباجي فهذا يدل على أن في تحريكها القمع للشيطان ونفي السهو، وراجع الفتوى رقم : 269806.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني