الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بارك الله فيكم، وفي جهودكم في هذا الموقع المبارك: أنا فتاة من أسرة متدينة ـ والحمد لله ـ ومنذ أربع سنوات وقعت في مشاهدة الأفلام المحرمة، مع العلم أنني ملتزمة بالصلاة والورد اليومي، وفي كل مرة أشاهدها أندم أشد الندم الذي يصل إلى البكاء والخوف الشديد من الله، ثم التوبة والتعهد بعدم تكرار ذلك، ولكنني أتوقف لأشهر ثم أعود من جديد، وفي كثير من الأحيان أكره نفسي، ولا أعلم كيف أتوقف! مع أنني قرأت الكثير عن هذا الموضوع والكثير من النصائح، أحب الله وأخاف من غضبه، وأخاف أن لا تكون توبتي تلك قد قبلت. فساعدوني وادعوا لي بالهداية والصلاح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشرح صدرك وينور قلبك ويأخذ بناصيتك إلى الهداية والاستقامة، ثم اعلمي أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، ومهما تكرر منك الذنب فتوبي وارجعي إلى ربك، ولا تملي ولا تيأسي فإن الله لا يزال يغفر للعبد ما استغفره، وإياك أن يقنطك الشيطان من رحمة الله، بل مهما وقع منك هذا الذنب وتكرر، فعالجيه بالتوبة وإن تكرر مرات، ثم جاهدي نفسك حتى تتخلصي منه تماما، واستعيني على ذلك بكثرة ذكر الله تعالى ولزوم دعائه، وتفكري في أسمائه وصفاته، واستحضري نظره إليك واطلاعه عليك، واعلمي يقينا أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وتفكري في الموت وأنه قريب، وتفكري فيما بعد الموت من الأهوال العظام والخطوب الجسام، واصحبي الصالحات ممن تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى والقرب منه، وجاهدي نفسك مجاهدة صادقة مستعينة بالله تعالى واثقة به محسنة ظنك به، وهو سبحانه سيعينك ويوفقك، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

فإذا زللت وواقعت الذنب فعودي فتوبي، واستمري هكذا حتى يمن الله عليك بالترك التام لهذه المعصية، نسأل الله أن يرزقنا وإياك التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني