الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث شديد الضعف في عدد الأمم التي خلقها الله تعالى وأولها هلاكا

السؤال

ما صحة هذا الحديث:....... خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَلْفَ أُمَّةٍ مِنْهَا سِتُّ مِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُ مِائَةٍ فِي الْبَرِّ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْجَرَادُ، فَإِذَا هَلَكَ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا قُطِعَ سِلْكُهُ؟ وإن كان صحيحا، فهل يؤخذ أو يستنبط منه أن الديناصورات لم تنقرض، لأنه حسب الحديث لا يمكن أن تنقرض إلا بعد الجراد، لأنه حسب الحديث أول من ينقرض؟ وإن كان غير صحيح وكان موضوعا أو ضعيفا أو مرفوعا، فأيها يأخذ منه وأيها لا يؤخذ؟ فأحدهم يدعي أن الديناصورات لم تنقرض، ويستدل بهذا الحديث الذي له أكثر من رواية وأعطاني إياها كلها، فسألته أين هي الآن، فلم يجب.
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الحديث ضعيف جدا ـ إن لم يكن موضوعا ـ جاء في تحقيق المطالب العالية بتنسيق الدكتور سعد الشثري: حكم ابن حبّان على الحديث بالوضع، فقال في المجروحين ـ2ـ 257: وهذا شيء لا شك أنه موضوع، ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتبعه في ذلك ابن الجوزي، وتعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة ـ1ـ 82ـ فقال: قلت: لم يتهم محمَّد بن عيسى بكذب، بل وثقه بعضهم فيما نقله الذهبي، قلت: قد سبق الجواب على توثيق الذهبي، ومحمد بن عيسى، قال فيه البخاري: منكر الحديث ـ وهي من أشد الألفاظ التي يستعملها البخاري ـ وهو من أعدل النقاد ـ فيمن لا تحل الرواية عنه، وقد نص كثير من العلماء على نكارة هذا الحديث كابن عدي، ثم إن فيه علة أخرى وهي ضعف عبيد بن واقد، وعليه، فالحديث شديد الضعف إن لم يكن موضوعًا، وأما الاكتفاء بتضعيفه فقط كما ذهب إليه الهيثمي في المجمع ـ7ـ 322 ـ ففيه تساهل لا يخفى. اهـ.

فمثل هذا الحديث لا يحتج به، ولا يعول عليه، فلا يستقيم الاستدلال به على المسألة التي ذكرتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني