الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعلم الفقه، وحكم الاستشهاد بالأحاديث الواردة في كتب الفقهاء

السؤال

قرأت أجزاء كبيرة من كتاب الملخص الفقهي للفوزان، وقرأت أيضا أجزاء من الشرح الممتع للعثيمين.
فهل يمكنني بعد الانتهاء من الكتابين المذكورين، أن أقرأ كتاب المغنى لابن قدامة، مع العلم أنني لا أعلم أدوات التعلم، فمثلا لا أعلم من اللغة العربية إلا العامية، ولا أعلم من أصول الفقه إلا اليسير مثل الأحكام الخمسة، وأن المقصود بالسنة أو يسن هو الاستحباب، والمقصود بالمكروه في كتب الفقه هو كراهة التنزيه، وفي نفس الوقت أعلم أنه قد يذكر في بعض الكتب سنة أو مكروه، والقصد الوجوب أو الحرمة.
فهل يمكنني دراسة كتاب المغني لابن قدامة على هذه الحال، وأعتبر أن كتاب المغني يقصد بالمكروه أي تنزيها، ويقصد بالسنة أو الندب الاستحباب، أم لا يمكنني ذلك مع هذه الحال؟
وإذا درست هذه الكتب. فهل يمكنني حفظ الأحاديث منها، والتحديث بها لشخص آخر على أنها أحاديث صحيحة، باعتبار أن مؤلفي هذه الكتب علماء كبار، ولن يستدلوا بأحاديث ضعيفة، أو أحاديث لا يرونها دليلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تتعلم العلم على وجهه، فتقصد عالما متقنا، فتستشرحه ما تحتاج إليه من الكتب، متدرجا في سلم الطلب، بادئا بمتن معتمد في أحد المذاهب المتبوعة. فإذا فرغت منه، انتقلت إلى ما بعده وهكذا، ولا ننصح بمطالعة الكتب الكبار قبل إتقان متن فقهي معتمد.

فإذا أردت مثلا مطالعة المغني، فينبغي أن تكون مستحضرا لمتن معتمد كزاد المستقنع، أو نحوه من الكتب المعتمدة عند الحنابلة. وينبغي أن تأخذ بزاد من علوم الآلة كأصول الفقه والنحو، ونحوها من علوم الآلة؛ لئلا تفهم كلام العلماء على غير وجهه.

وأما كتاب المغني: فهو من أعظم كتب الفقه المقارن، وأكثرها نفعا، وهو حين يطلق الكراهة أو السنية، فمراده المعنى الاصطلاحي الذي يعرفه علماء الأصول، ولكنه لا يخلو من الأحاديث الضعيفة التي يذكرها استشهادا، أو استئناسا، أو اعتقادا منه لصحتها، فينبغي التحري والتثبت، وعدم التحديث بكل ما يوجد في الكتاب من أحاديث، حتى تتحقق صحتها، وذلك أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد، والكذب عليه صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على غيره، وليس ككذب على أحد.

وأما كتاب الشرح الممتع: فإن مؤلفه العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- يتحرى الاستدلال بما صح، وينبه على درجة كثير من الأحاديث في غضون شرحه.

والحاصل أنه ينبغي لك ألا تستدل بحديث حتى ينبه أهل هذا الشأن من علماء الحديث المتقنين على صحته، على حد قول العراقي:

فاعن به ولا تخض بالظن ولا تقلد غير أهل الفن

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني