الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما وقعت في معصية فبادر للتوبة ولا تقنط

السؤال

صديقة عزيزة عليّ تسألني: هل من توبة؟ وهي تبكي عندما تروي لي أنها عملت ذنوبًا كثيرة، وتتوب ثم تعود، فادعوا لها بالهداية، وما الذي تعمله حتى يرضى عنها الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى أن يتوب على صديقتك, وأن يثبتها على طريق الحق, وأن يجنبها الفواحش، ما ظهر منها, وما بطن.

ثم أخبري صديقتك المذكورة أن ما هي عليه من البكاء والندم، دليل على توبتها, ففي الحديث: الندم توبة. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.

وأخبريها أيضًا أن علاج ما تشكو منه هو المبادرة إلى التوبة كلما وقعت في معصية, ولا تقنط، ولا تيأس، يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة، هذه المسألة تقدمت في أول كتاب التوبة، وهذه الأحاديث ظاهرة في الدلالة لها، وأنه لو تكرر الذنب مائة مرة، أو ألف مرة، أو أكثر، وتاب في كل مرة قبلت توبته، وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها، صحت توبته. انتهى.

ويقول ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وقيل للحسن: ألا يستحيي أحدنا من ربه، يستغفر من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود، فقال: وَدّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من الاستغفار. وروي عنه أنه قال: ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين. انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ولهذا يؤمر العبد بالتوبة كلما أذنب، قال بعضهم لشيخه: إني أذنب، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى قال: إلى أن تحزن الشيطان. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني