الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين الدراسة الثانوية ودراسة العلوم الشرعية

السؤال

يا شيخ أنا شاب ملتزم أدرس في الثانوية ويدرسوننا موادا غريبة كالموسيقى مثلاً فعرض علي مسجد لطلب العلم فيه القرآن والمتون والآن أنا في حيرة، هل أترك الدراسة وأتفرغ لكتاب الله عز وجل أم أبقى في المدرسة التي فيها اختلاط بين الجنسين في قاعة واحدة أم كتاب الله عز وجل، فأرجوكم أرشدوني؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاهتمام بحفظ القرآن ودراسة العلم الشرعي أمر ضروري جداً, وابتعاد الشاب عن أماكن الاختلاط المؤدية للفتنة واجب شرعي، وقد بينا تفصيل القول في الموسيقى في فتاوى سابقة كثيرة فراجع منها الفتوى رقم: 54439، والفتوى رقم: 54316.

وبناء عليه فإن أمكنك الجمع بين حفظ القرآن ودراسة العلم الشرعي وبين دراسة المناهج التي تحتاجها في دراستك حتى تأخذ شهادة تخول لك مواصلة الدراسة في الجامعة، وأمكنك البعد عما يخدش دينك فلا تنظر إلى المحرمات ولا تسمعها ولا تجالس الأجنبيات, بل تحضر بقدر الحاجة وقت الدرس، ثم تخرج مباشرة بعد ذلك فقد يكون هذا أولى و إن أمكنتك الدراسة بالمراسلة وحضور الامتحان فقط فهو أحسن.

وأما المواد التي تشتمل على محرمات كالموسيقى فتخلف عنها لرجحان مفسدتها، وحاول التركيز على غيرها من المواد لتعوض النقص الذي يحصل لك بسبب التخلف عن الموسيقى, وإذا اضطررت للإلمام بها فخذ من الطلاب بعض ما كتبوا فيها لتحصل على نقاط تمنعك من الرسوب، وأما إن لم تكن من ناحية حالتك المادية محتاجاً للدراسة بالثانوية وكنت ذا قابلية تستطيع بها حمل فرض الكفاية عن الأمة في دراسة العلم الشرعي وكنت ذا همة وعزم وستواصل حتى تأخذ رصيداً معرفياً طيباً فلا شك أن تفرغك لهذا أولى, لأن الأمة تحتاج الآن للأكفاء في العلوم الشرعية أكثر من غيرها من العلوم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 63043.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني