الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عوامل اشتهار مذاهب الأئمة الأربعة

السؤال

لماذا اشتهر الأئمة الأربعة دون سواهم من العلماء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فذلك فضل الله يختص به من يشاء من عباده، وكان من عوامل اشتهار الأئمة الأربعة وكثرة أتباعهم واشتهار مذاهبهم، أنها حفظت ودونت، قال الإمام بدر الدين الزركشي في البحر المحيط: 8/375: الناس كانوا قبل الأئمة الأربعة لم يدونوا مذاهبهم، ولا كثرت الوقائع عليهم .اهـ وبيَّن ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- في الفتاوى الفقهية الكبرى سبب تقليد الناس للمذاهب الأربعة فقال:4/308 : لأن مذاهبهم انتشرت حتى ظهر تقييد مطلقها وتخصيص عامها بخلاف غيرهم، ففيه فتاوى مجردة لعل لها مكملاً أو مقيدًا لو انبسط كلامه فيه لظهر خلاف ما يبدو منه. اهـ. وقد أراد الله تعالى لهذه المذاهب أن تحفظ أصولاً وفروعًا وقواعد، قال الإمام ابن رجب الحنبلي في رده على من اتبع غير المذاهب الأربعة: فاقتضت حكمة الله سبحانه أن ضبط الدين وحفظه، بأن نصب للناس أئمة مجتمعاً على علمهم ودرايتهم، وبلوغهم الغاية المقصودة في مرتبة العلم بالأحكام والفتوى من أهل الرأي والحديث. فصار الناس كلهم يعوِّلون في الفتاوى عليهم، ويرجعون في معرفة الأحكام إليهم. وأقام الله من يضبط مذاهبهم ويحرر قواعدهم، حتى ضبط مذهب كل إمام منهم وأصوله وقواعده وفصوله، حتى ترد إلى ذلك الأحكام ويضبط الكلام في مسائل الحلال والحرام، وكان ذلك من لطف الله بعباده المؤمنين، ومن جملة عوائده الحسنة في حفظ هذا الدين. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني