الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته

السؤال

أنا فتاة عمري 19 سنة في جامعة، وخطبت واتفقت أنا وخطيبي أن تكون بيننا صراحة مطلقة، فقلت له عن كل ما آراه وأسمع به، وما أتعرض له من مواقف مع أنني والحمد لله ملتزمة جدا وأصلي، ولم أكلم يوما شابا في الجامعة أو خارجها، والسؤال هو: هل إذا قلت لخطيبي هكذا سيشك في؟ أم أنه ستزيد الثقة بيننا؟ فأنا خجولة جدا جدا ولا أعرف كيف أتكلم وكيف أجامل، فبماذا تنصحونني، لأنني من بيئة ملتزمة ومحافظة جدا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن الخاطب أجنبي عن المخطوبة ما لم يعقد عليها شأنه شأن الرجال الأجانب، وراجعي في حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته الفتوى رقم: 57291.

وعليه، فكلامك مع خاطبك بكل ما يحصل لك غير مشروع، لكونه كلاما مع أجنبي بلا حاجة، كما أنه إذا اشتمل على الإخبار بالمعاصي والذنوب فهو غير جائز، لأن الواجب على المسلم أن يستر على نفسه، فإن الإخبار بمثل هذه الأمور طريق إلى إساءة الظن، وأما بخصوص ما تعانين منه من الخجل، فإن كان ذلك في الحدود المشروعة، فقد يكون من الحياء وهو من شعب الإيمان ومن أخلاق المؤمنين ومن أفضل أخلاق النساء، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ. متفق عليه.

أما إذا كان ذلك خارجاً عن حدود الحياء بحيث يؤدي إلى التقصير في الواجبات والوقوع في المحظورات فإنه مذموم، ويجب عليك أن تتخلصي منه بالاستعانة بالله عز وجل والتعود على مخالطة النساء في المعروف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.

وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني