الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على الظالم بما هو أعظم من ظلمه

السؤال

هل يجوز الدعاء على الظالم بهذا الدعاء:
اللهم نجني من فلانة وعصبتها، اللهم اكفنيهم بما شئت، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم انصرني عليهم وخذ حقي منهم، اللهم أطل عمرهم وابتليهم بالفقر والوسخ، اللهم افضح كيدهم وظلمهم وغشهم لي، اللهم شتت شملهم، اللهم نكد عليهم معيشتهم، اللهم اقصم ظهورهم، اللهم ابتلهم ببعضهم البعض.
مع العلم أن هؤلاء الناس الذين أدعو عليهم هم مسلمون أيضا، لكنهم ظلموني وتمادوا في ذلك بأن حاولوا تشويه سمعتي أمام الناس.
إذا كان هذا الدعاء غير جائز، فدلوني على دعاء أدعو به عليهم، لأني لا أريد مسامحتهم، وأود أن أقاضيهم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العفو عن الظالم والدعاء له بالاستقامة على الطاعة والبعد عن المعاصي والظلم أفضل من الدعاء عليه، ويحسن دفع إساءته بالإحسان مع التحصن والتعوذ منه، ويجوز الدعاء بدفع شره فتقول: اللهم اكفنيهم بما شئت، اللهم إنا نعوذ بك من شرهم، اللهم خذ لي حقي منهم، كما يجوز الدعاء بأن يحصل لهم من الشر مثل ما أصابوك به.

وأما الدعاء عليهم بما هو أعظم من ذلك فلا ينبغي لأن المظلوم إنما يشرع له رد العدوان بمثله، لقوله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا {الشُّورى:40}.

وأما الدعاء بما هو أعظم فيخاف عليه أن يكون من الاعتداء، فقد روي عن الإمام أحمد أنه قال: الدعاء قصاص.

ومن المعلوم أن القصاص لا يجوز فيه الاعتداء، وقد ذكر الخادمي في بريقة محمودية أن الدعاء على الظالم يجوز بقدر ظلمه ولا يجوز الاعتداء.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 31768، 24757، 31185، 11808، 52419، 54580.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني