الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على الظالم يجوز بقدر المظلمة والصبر أولى

السؤال

أنا على علاقة حب بشاب تزوج بامرأة أخرى هي ابنة عمه، لأنه من منطقة في بلادنا يسري فيها لزوم زواج الشاب من ابنة عمه ولم أحتمل الوضع فافترقنا ثم عدنا لأننا لم نطق هذه الفرقة، أنا أحبه وهو يحبني وموضوع أن أكون زوجته الثانية قيد الدراسة من طرفي ومن طرفه، ولكن زوجته علمت بالموضوع فما كان منها ومن أمها إلا إن أقاموا الدنيا ولم يقعدوها علي فأرسلوا لي رسائل على هاتفي المحمول تحتوي على سب وقذف وكلمات بذيئة، واتصلوا بجميع أهلي من إخوتي وأخواتي وأخوالي وأبلغوهم بالموضوع بل وأخبروهم قصصا ملفقة عني وعن أن علاقتي مشبوهة، واتهموني بأشياء فعلتها وأقوال قلتها والله العظيم شاهد علي أنني لم أفعلها ولم أقلها، وهددوني بأن يدهسوني بسيارة أو حرقي بماء النار وتكون النهاية أنهم قد حرموني ممن تمنيته زوجا لي وشوهوا سمعتي وكشفوا ستري، علما بأني لم أرد عليهم أبدا ولم أدافع عن نفسي ولا بأي وسيلة فقد خفت أن تضعني شهوة الانتقام في نفس أفعالهم.
سؤالي هو: هل يجوز أن أدعو عليهم بعد ما فعلوه بي ؟؟ هل يعتبر دعائي دعاء مظلوم ؟؟ وهل قتلهم لهذا الحب جائز باعتبارها زوجة وتريد الحفاظ على زوجها فقد قال لي الناس إن كل ما فعلته من حقها في سبيل الحفاظ على زوجها. فهل هو من حقها حقا حتى لو كان فيه كذب وكشف ستر وتشويه سمعة؟ أفيدوني أرجوكم فإنني قد استعنت على هذا بالصبر والصلاة والدعاء ولكنني أصدقكم القول إن قلبي موجوع مما وقع علي من هذه المرأة وأمها.هل يجوز أن أدعو الله بأن يعود إلي هذا الشخص ويتزوجني لأنني أحبه جدا علما بأنني بعد ما حدث قطعت أي اتصال بيني وبينه إلا أنني أحبه وأتمنى أن يكون زوجي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، لكن إذا حصل تعلق قلبي بين رجل وامرأة فالسبيل المشروع لهما هو الزواج، فإذا لم يتيسر لهما الزواج فعليهما الانصراف عن هذا التعلق حتى لا يؤدي إلى الوقوع في المحرمات.

فما كان بينك وبين هذا الرجل من محادثة أو مراسلة أو نحو ذلك فهي أمور مخالفة للشرع، وقد أحسنت بقطع هذه العلاقة والواجب عليك الثبات على ذلك والتزام أحكام الشرع وآدابه.

وإذا أراد هذا الرجل الزواج منك فلا مانع من ذلك إذا كان قادرا على الزواج ومراعاة العدل.

أما دعاؤك على زوجة هذا الرجل وأمها، فإن كانوا قد سبوك أو شتموك بغير حق أو اتهموك بما لم تفعليه فقد ظلموك، والدعاء على الظالم يجوز بقدر المظلمة دون تعد والصبر أولى.

أمّا دعاؤك بأن يكون هذا الرجل زوجاً لك فلا حرج فيه، لكن الأولى أن يكون دعاؤك بسؤال الله أن يرزقك الزوج الصالح عموماً، فإنّ ما فيه الخير يعلمه الله وحده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني