الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم الشارب للخمر أمره إلى الله

السؤال

1-هل شارب الخمر لا تقبل صلاته 45 يوما؟2-مسلم يصلي ويصوم ومجتهد فى علمه ويتصدق على الفقراء والمساكين ولكنه يشرب الخمر ما حكم الشريعة الإسلامية على هذا الشخص في ناحية الدنيا والاخرة ؟ وجزاكم الله الف خير.

الإجابــة

الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوماً ، وينظر في ذلك فتوى رقم :
1108
وأما شرب الخمر فإنه كبيرة من الكبائر التي لا يليق بكثير من العصاة اقترافها ، فكيف بمن يصلي ويصوم ويتصدق؟
فعلى هذا المسلم أن يبادر بسرعة التوبة إلى الله من ذلك ، وليتذكر عذاب الله ، وما جاء من الوعيد الشديد لشارب الخمر الذي لم يتب. ومن ذلك أنه لا يشرب من خمر الجنة ، وإنما يشرب من عصارة أهل النار ، وكفاه ذلك خزياً وعقوبة وزجراً.
ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها حُرمها في الآخرة". وأخرج مسلم والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل مسكر حرام ، وإن على الله عهداً لمن يشرب الخمر أن يسقيه من طينة الخبال." قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال:" عرق أهل النار أو عصارة أهل النار".
ومع كل ذلك فلا نجزم لأحد كان يشرب الخمر وهو مسلم ، بأنه من أهل النار ، أو أنه لن يدخل الجنة. وما يجزم به هو أنه فاسق . وإذا رفع أمره إلى السلطان وجب إقامة الحد عليه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"من شرب الخمر فاجلدوه" رواه أبو داود وغيره. ومقدار حد الخمر ثمانون جلدة ، جلدها عمر بن الخطاب بحضرة الصحابة. وأخذ بهذا التقدير جمهور أهل العلم.ولمزيد الفائدة انظر فتوى رقم 8735
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني