الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث(هل تزوجت يا فلان..)

السؤال

أريد أن أعرف هل هذه الأحاديث صحيحة أم لا وجزاكم الله كل خير
هل تزوجت يا فلان قال لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به قال أليس معك قل هو الله أحد قال بلى قال ثلث القرآن قال أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك قل يا أيها الكافرون قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت الأرض قال بلى قال ربع القرآن قال تزوج تزوج قال أبو عيسى هذا حديث حسن حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري حدثني ابن أبي فديك أخبرنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه هل تزوجت يا فلان قال لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به قال أليس معك قل هو الله أحد قال بلى قال ثلث القرآن قال أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك قل يا أيها الكافرون قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت الأرض قال بلى قال ربع القرآن قال تزوج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ) هل سورة النصر تعدل ربع القرآن يا أيها الكافرون ربع القران والعاديات والزلزلة تعدل نصف القران والإخلاص تعدل ثلث القران وهل من قرأ سورة يس والدعاء بأي شي استجاب الله له؟؟* من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب هل هذا صحيح أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقرآن كله سوره وآياته هدى ونور وثواب جزيل، ثواب قراءة الحرف منه عشر حسنات، والحسنة بعشر أمثالها، فالعاجز من فاته ذلك الخير والمغبون من غبن فيه. وقد وردت آثار كثيرة في فضل سور منه وآيات مخصوصة بعضها صحيح وبعضها ضعيف وبعضها موضوع لا أصل له، إذ كثر الوضع في فضائل سور القرآن ترغيبا من بعض العباد للناس في قراءتها كنوح بن أبي مريم وغيره.

قال ابن القيم الحنبلي في المنار المنيف بعد أن ذكر جملة من الآثار الصحيحة والحسنة في فضائل السور (ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسوله صلى الله عليه وسلم وقد اعترف بوضعها واضعها وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره وقال بعض جهلاء الوضاعين في هذا النوع نحن نكذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نكذب عليه ولم يعلم هذا الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه واستحق الوعيد الشديد) انتهى

وللوقوف على كثير من ذلك يمكنك مراجعة الدر المنثور للسيوطي عند كل سورة حيث يذكر ما أثر في فضلها.

وأما ما سألت عنه فالأثر الذي رواه الترمذي وحسنه ضعفه الألباني وشعيب الارنؤوط لضعف سلمة بن وردان. لكن بعض تلك السور ورد في فضلها آثار صحيحة مثل مارواه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة. قال الترمذي : حديث غريب قال الشيخ الألباني : صحيح دون فضل زلزلت، وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه أي البخاري ومسلم.

وأما العاديات فقد ورد في فضلها وكونها تعدل نصف القرآن آثار لكنها في مجملها لا تخلو من مقال، ومنها ما ذكره السيوطي وغيره عن أبي عبيد أنه أخرج في فضائله عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا زلزلت تعدل نصف القرآن ، والعاديات تعدل نصف القرآن. قال الشوكاني: هو مرسل . والمرسل من أقسام الضعيف.

وكذلك ما ورد في قضاء حاجة من قرأ يس فهو ضعيف أيضا كما بينا في الفتوى رقم: 9909.

وأما حديث: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ...إلخ فقد ضعفه الألباني وقال الحاكم في مستدركه صحيح الإسناد ولم يوافقه الذهبي لجهالة الحكم بن مصعب أحد رواته.

وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 96571، 24902، 31391.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني