الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة الإمام من المصحف في الفريضة

السؤال

إن إمامنا جزاه الله خيرا دائما أو غالبا يفتح مصحفا صغيرا بيده اليمنى، وعندما واجهته أنكر وقال لي أستغفر الله أنا حافظ للقرآن هل تريد أن تختبرني بالحفظ قال إنه مستعد والمهم أنه يفتح وغيري أيضا رآه وسألني كيف رأيتموني وكأنه يستغرب لأنه يحتاط جدا بالشماغ ولا يراه إلا القادم لتكملة الصف الأول بعد شروعه بالقراءة، المهم مسألة فتح المصحف هذه مفروغ منها ولكن السؤال لماذا كذب أو ورى من التورية عندما قال استغفر الله .
وهل يجوز فتح مصحف وما يترتب عليه من حركات زائدة بالفروض وليس الرواتب، وللعلم أن القراءة من المصحف لها أخطاء غريبة منها الوقف ولا يدري متى يختم أحيانا يتلخبط وتجد الركعة الثانية أطول من الأولى لأنه يبحث عن وقف ولا يجد، وفيه أخطاء بالكلمات لفظا مثلا يقرأ (وما تعملون يقرأها وما تعلمون وقس عليها كثيرا ؟ بارك الله فيك وأنا والله قصدت أن لا تنتشر هذه الظاهرة بين الأئمة ويقل الحفاظ لكتاب الله.
والله من وراء القصد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمفتى به عندنا أنه لا بأس بحمل المصحف في الصلاة المفروضة والنافلة للقراءة منه على الراجح من أقوال أهل العلم، وأن فتح المصحف وتقليب أوراقه لا مانع منه أيضا لاسيما إن لم يتشاغل بذلك عن الخشوع والتدبر فيما يقرأ، والأولى أن يضعه أمامه كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 1781.

وأما عن أخطاء الإمام في القراءة في الصلاة فإن كان الخطأ في الفاتحة وكان لحنا يغير المعنى فلا تصح الصلاة خلفه، وإن كان في غيرها ولم يتعمد الخطأ صحت الصلاة خلفه وإن كان متعمدا لم تصح صلاته، ولا صلاة من خلفه، وانظر تفصيل أقوال الفقهاء حول اللحن في القراءة في الفتوى رقم:13127.

ولا شك أن الأولى أن يتقدم للإمامة من هو أتقن للقراءة حفظا وتجويدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. أخرجه مسلم وغيره، وتقديم الأقرأ للإمامة فيه أيضا نزع لفتيل الفتنة التي قد تقع في المسجد بين المصلين بسبب أخطاء الإمام، واختلافهم في بطلان الصلاة من صحتها ونحو ذلك.

وأما ما ذكرت من كذب الإمام أو توريته من أنه لا يحمل المصحف في الصلاة فلعله يكون صادقا في قوله لاسيما أن كونه إماما يقتضي حسن الظن به، ولتكن لك أسوة بعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له أسرقت؟ قال كلا والله الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني