الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج النشوز ومتى تطلق الناشز

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
بما أن النشوز مشكلة أسرية قلما تخلو أسرة منها، فإذا منعت الزوجة الزوج من الاقتراب منها وأصرت على الطلاق وأصبحت تتوسل إلى زوجها بجاه النبي صلي الله عليه وسلم من أجل أن يطلقها، هل هناك مدة زمنية يمكن للزوج فيها أن يصبر على هذا النشوز حتى تعود الزوجة عن النشوز، مثلا سنة أو سنتان يكون يذهب إلى مكان عمله ويرجع إليها كل ثلاثة أو أربعة أشهر عسى الله أن يهديها وتتراجع عن النشوز؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بين المولى جل جلاله علاج النشوز في قوله: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}.

فمن نشزت امرأته فالعلاج الأمثل لها هو ما ذكره الله تعالى من الوعظ والهجر في المضجع إلى آخره، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 26794 فليرجع إليها.

أما هل هناك فترة زمنية محددة يصبر فيها الزوج على نشوز امرأته، فالجواب: لا، فله أن يطلقها أول ما يرى النشوز منها إذ الأصل في الطلاق الإباحة، والأمر في الآية بالوعظ وما معه للإرشاد ولا يفيد منع طلاق الناشز قبل المأمور به من الوعظ....، وله أن يطلقها بعد أن يتخذ معها الخطوات المذكورة في الآية، وتراجع الفتوى رقم: 31060.

وله أيضاً أن يمسكها ولا يطلقها حتى تفتدي منه بمال، كما أن له أن يصبر عليها ولا يطلقها، وتراجع الفتوى رقم: 39434.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني