الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استخراج مسامير البلاتين من جسد الميت والانتفاع بها

السؤال

ما حكم الدين في رجل توفي وبجسمه مسامير بلاتين غالية الثمن هل يجوز أخذ هذه المسامير من جسمه بعد وفاته أم لا وما حكم الدين في الرجل الذي يأخذ هذه المسامير من قبره عند دفن شخص آخر هل يجوز ردها لأهله أو التصدق بها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر الفقهاء مسألة ما إذا ابتلع الميت مالا له ثم مات هل يشق بطنه أم لا؟ ، وهذه المسألة شبيهة بما نحن فيه ، وقد اختلف العلماء فيها على قولين :

القول الأول: أنه لا يشق بطنه ، وهو المذهب عند الحنابلة ووجه عند الشافعية. قال ابن قدامة في المغني : فصل : وإن بلع الميت مالا، لم يخل من أن يكون له أو لغيره، فإن كان له لم يشق بطنه، لأنه استهلكه في حياته .اهـ.

القول الثاني: أنه يشق بطنه وهو وجه آخر عند الشافعية وقال به المالكية وقيدوه بالمال الكثير قال خليل في مختصره : وبقر عن مال كثراهـ. وهذا ما يفهم من كلام الشافعية إذ مثلوا لذلك بابتلاع الجوهرة ، ويفهم من كلام ابن قدامة أنه يميل إلى التفريق بين ما له قيمة وما ليس له قيمة، فقد قال في تمام كلام السابق : ويحتمل أنه إن كان يسيرا ترك، وإن كثرت قيمته، شق بطنه وأخرج، لأن فيه حفظ المال عن الضياع، ونفع الورثة الذين تعلق حقهم بماله بمرضه. اهـ. ولعل هذا القول أقرب للصواب إن شاء الله. وعليه فلا حرج في أخذ هذه المسامير من البلاتين إن كانت فعلا ذات قيمة.

ومن هذا يتضح جواب الشق الثاني من السؤال وهو أنه يجب على هذا الرجل أن يرد هذا المال لورثة هذا الميت إن كانت من مال الميت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني