الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيرة الزوج إذا كانت في غير محلها

السؤال

أنا متزوجة ولكن زوجي مقيم في كندا وهو من أصل أفغاني ومشكلتي معه أنه كثير الشك سيئ الظن يتهمني بالخيانة وعصيان أوامره رغم أنني تركت الدراسة امتثالا لأوامره ولا أخرج من بيت والدي إلا بإذنه ولا يسمح لي بالذهاب إلا لبيت جدتي ويرفض أن أصل غيرها من أرحامي حتى مع أمي حتى أنني قد لا أترك البيت لأكثر من شهر وحين أخرج أذهب لجدتي أنا الآن أعيش مع والدي في المغرب وهو يقول لي عندما سأنتقل للعيش معه فإنه لن يأخدني أبداً لبيت أهله لأنه لا يثق في إخوانه ولا يسمح لي بالجلوس والكلام مع من يزورنا من النساء بدعوى أنهن يحرضنني عليه وهذا لا يحصل أبداً وهو يقول لي إنه علي إطاعته في كل شيء حتى في البرامج أو المواقع التي أدخلها لأني لن أموت بدونها فليس لي الحق في اختيار أي شيء ويمكنني عصيانه إذا أمرني بشيء محرم وإذا خالفته في رأي في أي أمر يهددني بالطلاق ينعتني بأحقر الألفاظ فهو يرفض أي رأي يخالف رأيه حتى وإن كان صحيحا حتى إذا خالف كبار العلماء فيه فبماذا تنصحونني وماذا أستطيع العمل للوقف من سوء ظنه بالجميع فهو ملتزم وقد حج البيت رغم صغر سنه 22؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن زوجك شديد الغيرة، والغيرة صفة حميدة إذا كانت في محلها، وأما في غير محلها فإنها مذمومة، كما أن من الغيرة ما يحبه الله عز وجل ومنها ما يبغضه، فالتي يحبها سبحانه ما كانت عند وجود ريبة، والتي يبغضها ما كانت من غير ريبة، قال صلى الله عليه وسلم: إن من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضه الله، فالغيرة التي يحبها الله الغيرة في الريبة، والتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة. والحديث أخرجه الترمذي في سننه.

ولذلك على زوجك أن يعتدل في غيرته ولا يفرط فيها، وأما قوله: بأنه يجب عليك طاعته في كل شيء ليس على إطلاقه، وإنما تجب عليك طاعته في أمور ولا تجب في أمور، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 50343.

أما إذا طلب ما لا يجوز مثل قطع صلة الرحم الواجبة صلتها كالأم فلا يجوز طاعته، اللهم إلا إذا ترتب على زيارتها ضرر فيكون له الحق في منعك من زيارتها، وتراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتوى رقم: 7260.

ونقول للأخت يبدو أنه لم يحصل بينكما العشرة التي يحصل معها فهم كل واحد منكما للآخر، ولذلك ننصحك بأن تكوني قريبة منه، وتتفهمي شخصيته، وتتعرفي على ما يحب وما يكره، وما يغار منه وما لا يغار، وما يقتنع به ثم تتعاملين على وفق هذا الفهم لشخصيته، ومن المهم كسب ثقته وجعله يثق بك ثقة كاملة، بأن لا تتصرفي أي تصرف يثير شكه وغيرته، ويتم ذلك بالتزامك بحجابك وطاعته في عدم الخروج من البيت إلا بإذنه، وعدم الإذن في دخول البيت إلا لمن يرضى، ونحو ذلك من الأمور التي تجعله يثق بك، ولعله إذا اختلط مع أناس معتدلين في هذا الجانب ممن هم أفضل منه وأكثر علماً، يتأثر بهم ويعتدل في غيرته وتعامله معك، وتستطيعين الوصول إلى هذا عن طريق التعرف على نساء يتصف أزواجهن بذلك فيجلسون معه فيتأثر بهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني