الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة وعدم اليأس من رحمة الله

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، لقد وقعت في فاحشة ذهبت مع شاب بإرداتي إلي بيته لقد تبادلنا القبل، ولكن لم يحدث أي شيء أكثر من هذا، ولكني أحسست بذنب كبير وتركته، ولكن هو جاء وطلبني من أهلي، ولكن أنا رفضت ولم أقبل به لأني في حال ذهبت معه لبيته بالنسبة لي لا أستحق أي شيء في هذه الحياة أنا إنسانة متوفر لي كل شيء والحمد لله ندمت كثيراً أنا أسأل عن الكفارة ورجاء الإجابة على سؤالي لأني لا أنام من كثرة التفكير في الموضوع، وقبلها بيومين حلمت بأني كفرت بالحلم، و صديقتي حلمت بي بأني أمشي بالسوق مكشوفة الرأس وألبس قميصا شفافا وأني غير مبالية بأي شيء؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الواجب عليك التوبة من هذا الذنب، والحذر مما قد يقودك للوقوع فيه مستقبلاً، ونوصيك بأن تهوني على نفسك فلا تشغليها بأمر الرؤيا التي رأيت في منامك أو رأتها صديقتك، ولا حرج عليك في الزواج من هذا الشاب إن رغبت في ذلك، فمجرد هذا الذنب ليس بمانع من الزواج منه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن شأن المؤمن أن يستعظم الذنب، لأنه ينظر إلى عظمة من عصى، ولكن ينبغي أن تعلمي أن رحمة الله واسعة، ويكفيك أن تتوبي توبة صادقة وهذه هي كفارة هذا الذنب، ونوصيك بأن تسدي كل ذريعة قد تقودك إلى الوقوع في هذا الذنب مرة أخرى، وعليك بعد ذلك أن تستأنفي حياتك كأن شيئاً لم يكن لئلا يوقعك الشيطان في القنوط من رحمة الله، وفي ذلك كثير من سوء العواقب في الدنيا والآخرة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1836.

وأما ما ذكرت من أنك رأيت في منامك أنك قد كفرت فلا تلتفتي إليه، فقد يكون مجرد حديث نفس أو من الشيطان، وقد يكون تنبيهاً لك للحذر من المعاصي عموماً، ونرجو أن لا تلتفتي كذلك إلى تلك الرؤيا التي رأتها صديقتك، ولا يبعد أن تكون رؤيا خير بأن تكون فيها إشارة إلى صدق توبتك وتكفير ذنوبك ومعاصيك، وأما زواجك من هذا الشاب فهو في الأصل لا حرج فيه، وما فعل معك من ذنب فليس بمانع شرعاً من زواجه منك، ولكن إن كنت تخشين أن يكون على سوء في دينه وخلقه فالأولى عدم الموافقة على الزواج منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني