الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الرجل أفضل من المرأة

السؤال

هل الرجل خير من المرأة؟ حيث ذكر هذا ابن كثير في تفسيره في تفسير آية "الرجال قوامون على النساء"، ويوجد بعض النساء يعترضون على تفسير هذه الآية، فهل هذا هو التفسير المقصود فعلا أن الرجال خير من النساء على الإطلاق؟ أم ماذا يقصد ابن كثير رحمه الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية ننبه إلى أمرين:

الأول: أن هذه المسألة من المسائل التي لا ينبني عليها عمل، وليس في بحثها طائل ولا فائدة تذكر فينبغي الإعراض عن مثل هذه المسائل.

الثاني: أن تفضيل الرجال المذكور في كتاب الله عز وجل وفي كتب التفسير، لا يقصد به التفضيل المطلق، بمعنى أن كل رجل خير من كل امرأة، وهذا معلوم وواضح وإنما المراد به القوامة، أي أن الرجل أقدر على القيام بشؤون الأسرة وتولي أمرها من المرأة، كما قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة:228}، أي زائدة وهي القوامة والطاعة وملك الطلاق، ونحو ذلك من لوازم القيام على الأسرة.

أو يراد اكتمال الدين لأنه يشرع لجنس الرجال من القرب ما لا يشرع مثله لجنس النساء كالجهاد والقضاء والسلطان وغيرها، ويمنعن من الصلاة والصوم حال الحيض والنفاس بخلاف الرجال، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب بلب الرجل الحازم من إحداكن. وهذا باعتبار الجنس، أو يراد به الجملة، أي أن جملة الرجال خير من جملة النساء، ولكن هذا ليس عليه دليل، إلا أن يستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: تصدقن يا معشر النساء فإني رأيتكن أكثر أهل النار. لكن قد ينازع فيه بأنهن قد يكن أكثر أهل الجنة كذلك، ونفي هذا يحتاج دليلاً، ففي هذه المسألة بحث.

أما باعتبار الأفراد، فلا يطلق بفضل الرجال ولا النساء وإنما الأفضلية للأتقى، والله تعالى يقول: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني