الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مر النبي صلى الله عليه وسلم ببدر بطريق هجرته

السؤال

هل مر الرسول (صلى الله عليه وسلم) ببدر أثناء الهجرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف في كلام من كتبوا في السيرة النبوية على أنه -صلى الله عليه وسلم- قد مر ببدر أثناء هجرته إلى المدينة.

فهذا ابن إسحاق يذكر المواضع التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق ولم يعد منها بدرا، قال‏:‏ لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عُسْفَان، ثم سلك بهما على أسفل أمَج، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قُدَيْدًا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك فسلك بهما الْخَرَّار، ثم سلك بهما ثَنَّية الْمَرَّة، ثم سلك بهما لقفا، ثم أجاز بهما مَدْلَجَة لِقْف، ثم استبطن بهما مَدْلَجة مِجَاج، ثم سلك بهما مَرْجِح مِجَاح، ثم تبطن بهما مَرْجِح من ذى الغُضْوَيْن، ثم بطن ذى كَشْر، ثم أخذ بهما على الْجَدَاجِد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم من بطن أعدا مَدْلَجَة تِعْهِنَ، ثم على العَبَابيد، ثم أجاز بهما الفَاجَة، ثم هبط بهما الْعَرْج، ثم سلك بهما ثنية العَائِر ـ عن يمين رَكُوبة ـ حتى هبط بهما بطن رِئْم، ثم قدم بهما على قباء‏.‏.. اهـ

ولقد كان الطريق المعهود من مكة إلى المدينة يمر ببدر لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- عدل عن ذلك الطريق. فهذا الشيخ علي صالح السعدي من عنيزة يذكر تحت عنوان: أخطاء شائعة عن تاريخ الهجرة النبوية وطريقها يقول:... ولقد سلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم طريقاً سرياً آخر غير الذي كانت تسير عليه القوافل آنذاك حيث كان الطريق كما يلي:

مكة المكرمة ثم سرف ثم الحديبية إلى بطن مر ثم ثنية الغزال وبعدها غدير الأشطاط ثم كديد وأمج ثم خليص إلى وادي قديد ومنه إلى المشلل ثم كلية ثم الجحفة ثم بدر ثم وادي الصفراء ثم المنصرف ثم الروجاء إلى ذي الحليفة حتى قباء وكانت ضاحية خارج يثرب (المدينة المنورة). هذا هو طريق القوافل وهو الطريق الذي سلكه العديد من الصحابة المهاجرين قبل مغادرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة.

أما الطريق الآخر الذي سلكه نبي الله عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع دليلهما فقد كان على النحو التالي:

مكة المكرمة، غار ثور ثم عسفان والمرور ما بين الحديبية وبطن مر والتحول قبل أمج إلى الغرب ثم الشمال حتى خيمة أم معبد بالقرب من وادي قديد ثم رابغ المعروفة باسم (الرمل) إلى ثنية المرة ثم مولجة لقف إلى مولجة حجاج ثم مرجع محاج بعده إلى بطن ذي كشر ثم الجداجد ثم ذو سلم إلى ملل مروراً بالعرج وبطن رئم ثم ملل ثم قباء...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني