الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تطيع زوجها في ترك العمل

السؤال

أنا شاب من المغرب تزوجت شابة تشتغل معلمة بوزارة التربية الوطنية في إطار الوظيفة العمومية ٍما حفزني هو أنها طلبت مني التعجيل بكتابة العقد قصد مشاركتها في الحركة الانتقالية علما أني أقطن الدار البيضاء وهي تشتغل في نواحي كتامة حوالي ٥٠٠ كلم مع مسالك صعبةٍ، المفاجأة الأولى أنها لم تشارك في الحركة الانتقالية، المفاجأة الثانية وهو حملها قصد إخضاعي لأمر واقع وإيجاد خلاص فردي ضمان الزوج وإثقاله، المفاجأة الثالثة هي أني اكتشفت بعد فوات الأوان بأنها وقعت التزاما قبل اشتغالها مفاده أنها لا تنتقل من أول منطقة تعيين قبل أداء ٤ سنوات من الخدمة حين استفسرت أحد أقربائها المتقاعد والذي اشتغل بوزارة العدل كوكيل للملك كان رده أني مطالب بمعرفة هاته الأشياء، ردي هو أني لم أشتغل إلا بالقطاع الخاص في ميدان التقنيات الحديثة للإعلاميات والاتصالات وأنه قد تكون لي دراية بالقانون المدني قانون الحريات العامة المسطرة المدنية أو حتى الجريدة الرسمية ولكن لا يمكن أن تكون لي دراية بقرار تعديلي داخلي ومنظم للموارد البشرية عند وزارة التعليم أو الصحة أو المالية أو الصيد البحري، ما قول الشرع أرجو من فضيلتكم استدلالات قرآنية وأحاديث صحيحة.
*-المشكل الأول إخفاء وقائع بما من شأنه إلحاق الضرر
* - الزواج قبل كل شيء مساكنة شرعية كيف ذلك إن قلت بأني لا أراها إلا حوالي ٩٠ يوم سنويا
نظرا للمسافة التي تفصلنا بحولي ٥٠٠ كلم ٢٠ منها عبر مسالك من الصعوبة بمكان، فالسيارة في هاته المسالك تلتزم ساعتان .
عندما يتزوج الإنسان فذلك من أجل المساكنة اليومية فإذا كانت هته السيدة تدري بالعائق المانع الذي هو توقيعها على التزام لمدة ٤ سنوات وارتأيتم أن هذا هو الزواج على سنة الله ورسوله فإذن أنا مخطئ،
ثم فيما يخص الإنجاب أتكلم ميدانيا عن المنطقة التي تدرس فيها إذ عبر ٢٠ كلم من المسالك لا وجود لتطبيب ولا كهرباء ولا وسائل نقل عمومي، هناك فقط ماء البئر وحتى التموين لا يصل حتى الخبز فلولا عطف الجيران لما أكلوه، البيت شبيه بكوخ لا تزيد مساحته عن ١٨ متر مربع تقتسمه مع معلمتين ناهيك عن مخاطر المنطقة المعروفة بزراعة المخدرات وانعدام الأمن إذ حتى السلطة ليست لها قوة الوصول إلى هناك فما بالك برضيع يصاب بمرض في منتصف الليل.
أتفق معك في أن الأرزاق بيد الله لهذا اقترحت عليها التخلي عن العمل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع من أجل ربح رضى الزوج والطفلة وبيت الزوجية الكريم، رفضت، اقترحت أن تلتحق بالدارالبيضاء وتشتغل بالقطاع الخاص رفضت اقترحت أن تأتي وأتحمل تكاليف تكوين ودراسة تؤهلها لشغل عمل أحسن بالدار البيضاء رفضت افترحت أن أعطيها شهريا ما توفره رفضت ما العمل إذن
تحملت لمدة سنتين مع والدتي عبء ومعانات السهر على طفلتنا، فما كان منها إلا أن احتجزت الطفلة كوديعة عند أبيها الذي يبعد عني ب٣٠٠كلم وعنها ب٢٠٠كلم وحرمتني من رؤيتها حتى في العيدين فهدايا الطفلة رفضت رغم إرسالها مع إمام مسجد يقرب منزل والدها وخروف العيد اقتنيته ولم أذبحه بعد في انتظار عودتهم وياليت لو أخذت الطفلة معها فهي ألقتها كوديعة عند والدها وهو مايؤكد صعوبة اصطحابها معها وما يجعلني أشك في الولادة بدافع الأمومة بقدر ما يجعلني واثقا في أنها نهجت أسلوبا للإغراق.
كل ما استطاعت فعله هاته الزوجة هو رفع دعوى تطليق للشقاق حسب مقالها نظرا للمعاملة السيئة التي تتسم في بعض الأحيان باللائنسانية، حتى محاولات الصلح استعصت أمام والدها الذي طردنا والدها يقسم بالله أن يفرق بيننا، إن أردت يا عزيزي أن أرسل صورا للمنطقة التي تعمل بها الزوجة ؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فإن رفضت زوجتك طاعتك في ترك العمل ولم يكن لها مبرر شرعي فهي امرأة ناشز ، فاتبع معها ما جاء به الشرع في علاج نشوز المرأة ، فإن صلح حالها وإلا فقد يكون الأولى طلاقها ، ولك أن تمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك ، ولا يجوز لها منعك عن رؤية ابنتك على كل حال. وعند النزاع فالفصل فيه عند المحكمة الشرعية.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المقرر شرعا أنه يجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وقد ذكرنا أدلة ذلك بالفتوى رقم: 52900. ويدخل في هذا ما إذا أمر الزوج زوجته بترك العمل، ولم يكن لها مسوغ للالتحاق بهذا العمل، ولم تكن قد اشترطته عليه قبل العقد.

فإن كان الحال على ما ذكر من رفضها طاعتك في ترك العمل ولم يكن لها مبرر شرعي فهي امرأة ناشز، وقد بين الشرع أساليب علاج نشوز المرأة وهي مذكورة بالفتوى رقم: 54125.

وينبغي بذل الجهد في محاولة الإصلاح، فإن تعذر السبيل للإصلاح فالأفضل أن تطلقها، ولك الحق في أن تمتنع عن تطليقها حتى تفتدي منك. وهذا مع العلم بأنه لا يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها الطلاق لغير سبب شرعي. وانظر الفتوى رقم: 1114، والفتوى رقم: 59390.

ولا يجوز لزوجتك أن تمنعك من رؤية ابنتك على كل حال سواء وقع الطلاق أم لا، وإذا حدث شيء من النزاع فالقول الفصل عند المحكمة الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني