الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر أمر يأجوج ومأجوج في الكتب السابقة

السؤال

أنا أعرف أن اليهود والنصارى يؤمنون بالمسيخ الدجال، ولكن هل يؤمنون بيأجوج ومأجوج أيضاً؟وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نوجه السائل إلى أن هذا مما لا ينبغي الانشغال به لأن العلم به لا ينفع والجهل به لا يضر، ولو كان خيرا لدلنا عليه الله في القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة.

ثم اعلم أنه قد نقل بعض أهل العلم عن كتب اليهود والتي يؤمن بها النصارى أن فيها ذكر يأجوج ومأجوج وأخبارهم -كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم- لا تصدق ولا تكذب.

يقول ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل: وقد ذكر أمر يأجوج ومأجوج في كتب اليهود التي يؤمنون بها ويؤمن بها النصارى، وقد ذكر يأجوج ومأجوج والسد ارسطاطاليس في كتابه في الحيوان عند كلامه على الغرانيق، وقد ذكر سد يأجوج ومأجوج بطليموس في كتابه المسمى جغرافيا. اهـ

وأما قولك: أعرف أن اليهود والنصارى يؤمنون بالمسيخ الدجال، فاعلم أن إيمان كل منهما بالمسيح يختلف عن إيمان أهل الحق من المسلمين كل الاختلاف، وفي ذلك يقول ابن القيم في كتابه هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى: وقد عوضوا - يعني اليهود - من الإيمان بالمسيح ابن مريم بانتظار مسيح الضلالة الدجال، فإنه هو الذي ينتظرونه حقا، وهم عسكره وأتبع الناس له، ويكون لهم في زمانه شوكة ودولة إلى أن ينزل مسيح الهدى ابن مريم فيقتل منتظرهم، ويضع هو وأصحابه فيهم السيوف حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقولان: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله ........ اهـ.

ويقول بعد ذلك: فالمسلمون واليهود والنصارى تنتظر مسيحا يجيء في آخر الزمان، فمسيح اليهود هو الدجال، ومسيح النصارى لا حقيقة له، فإنه عندهم إله وابن إله وخالق ومميت ومحي، فمسيحهم الذي ينتظرونه هو المصلوب المسمر المكلل بالشوك بين اللصوص، المصفوع الذي هو مصفعة اليهود، وهو عندهم رب العالمين وخالق السموات والأرض. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني