الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خسارة الأب لا تعوض بخلاف خسارة من تريد خطبتها

السؤال

أنا شاب في 28 من عمري أطلب الصلاح في أمري و الموضوع هو أني وعدت امرأة بالزواج على سنة الله ورسوله حيث إني أرى فيها مواصفات الزوجة المناسبة لديني وحياتي و حكمي عليها من خلال معرفتي بوالدتها من الدرجة الأولى و على المواقف التي بيني و بينها و المشكل الوحيد هو أن والدي أطال الله في عمره يرفض التقدم معي لخطبتها معللا سبب رفضه بأنها لا تليق بالعائلة وبي و أني إن أردت الزواج بها أتزوجها بعيدا عنه كي أثبت له صحة اختياري. و حتى هذا فإنها لن تكون سعيدة في حياتها لأني لا أريدها زوجة لك و بالتالي جميع العائلة لن تقبله وستحس بالنبذ من الجميع . وأنا على هذا الموضوع منذ 3 سنوات وعرض على البنت الزوج لكن لم توافقني هي و أمها على رأيي و قال لي الله يبدلك بما أحسن النساء كثر أما الوالد فواحد و أنا متعلق بالبنت و أريدها زوجة لوقوفها معي في عدة مواقف علما بأني حين عرفتها عرفتها على نية الزواج وعرفتها على عائلتي وكانت الأمور تسير بشكل حسن إلا عند الجد تعللوا بعدة أسباب أني غير قادر على الزوج ووظيفتي غير ثابتة نقلت الصورة إلى البنت فساعدتني على التحسن والالتزام بعملي و رفضت كثيرا من الذين تقدموا لخطبتها في ذاك الحين. و أنا الآن بين نار والدي الرافض و إحساس بالذنب اتجاه الإنسانة التي ساعدتني كثيرا لأصل إلى ما أنا عليه اليوم بعد فضل ربي عز وجل .

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ما دامت المرأة لا توافق إلا بعد موافقة الأب وهو قد رفض، فلا سبيل إليها، وينبغي أن تعرض عنها وتبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين طاعة لأبيك. ولعل الله أراد بك خيرا، وقد يكره المرء ما فيه خيره، ويحب ويحرص على مافيه شره، فأطع أباك ولا إثم عليك في عدم الزواج بتلك المرأة لأن الخطبة مجرد وعد وقد تعذر الوفاء.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت المرأة وأمها فيما أشارتا عليك به من كون النساء كثير، فإن خسرت واحدة فلعلك تجد من هي خير منها أو مثلها، و أما الأب فهو واحد إن خسرته لا تجد عوضه. ونصيحتنا لك أن تحاول إقناع أبيك وتوسيط من له وجاهة عنده للعدول عن رأيه، فإن رضي فبها ونعمت؛ وإلا فينبغي لك البحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين طاعة لأبيك وتقديما لهواه على هواك في عدم الزواج بها، فالخطبة إنما هي وعد وقد تعذر الوفاء به، ولعل الله أراد بك خيرا، وإن كنت وقعت مع تلك المرأة في معصية من خلوة أو لمس أو غيرها فعليك أن تتوب إلى الله عزوجل وتعلم أن الإسلام يحرم التعارف والعلاقات بين الأجانب خارج نطاق الزوجية.

ولمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51297، 3778، 51692.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني