الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن الجمعة والجماعة خشية الإضرار بالمصلين

السؤال

أنا ولله الحمد أعتقد أنني مصاب بمس حيث إنه يصدر مني أصوات وحركات غير إرادية ويصدر مني كلام بغير إرادتي من سب وشتم وتعد على الله وكنت أتأثر عند استماعي وقراءتي للقرآن ولقد ذهبت لأكثر من قارئ وإن شاء الله أطيب.. فسؤالي هل أصلي جميع الصلوات بما فيها صلاة الجمعة في المسجد لأنني الآن أصلى في البيت خشية أن يتأذى المصلون حيث إنني كنت أصلي في المسجد، وهل أذهب لبيت الله الحرام أم لا، فأرجو الرد عاجلاً إن أمكن؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا يؤاخذ السائل بما يصدر منه من غير إرادة، وإن كان يتمتع بعقله في أوقات الصلاة فليذهب إلى المسجد لأداء الجمعة والجماعة، ولا يجوز له الإضرار بالمصلين لأنه ليس معذوراً في حال الإفاقة، وينبغي أن يذهب إلى المسجد الحرام إن استطاع لينال أجر الصلاة فيه، ولعل الله يسوق له الشفاء في تلك البلاد المباركة، وإن كان يفقد عقله في بعض الأحيان وصادف ذلك وقت صلاة فلا يطالب بالذهاب إلى المسجد لسقوط التكليف عنه حينئذ.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يمن على السائل بالشفاء العاجل ثم إنه لا شيء عليه فيما يصدر منه من غير إرادة لارتفاع التكليف عنه حينئذ، ففي سنن أبي داود عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. صححه الألباني.

وإن كان يتمتع بعقله في أوقات الصلاة فلا يجوز له التخلف عن الجمعة والجماعة، ولا الإضرار بالمصلين لأنه ليس معذوراً في حال الإفاقة، وينبغي له أن يذهب إلى المسجد الحرام إن استطاع لينال أجر الصلاة فيه، ولعل الله يسوق له الشفاء في تلك البلاد المباركة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني