الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقى الرسول بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج روحاً وجسداً

السؤال

كيف التقى الرسول –صلى الله عليه وسلم - بالأنبياء بالإسراء هل بالأرواح أم بالأجساد..وهل رآهم أحد من المصلين في المسجد الأقصى أو حارس المسجد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم التقى بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج روحاً وجسداً، وصلى بهم كذلك،على الراجح من أقوال أهل العلم.

وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما ؛ منها: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرْبٌ جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم -يعني نفسه-، فحانت الصلاة، فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد، هذا مالك صاحب النار، فسلِّم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام.

وأما سؤالك كيف كان ذلك؟ فهو مما لا إدراك لنا به، وهو من الأمور الغيبية التي يجب التصديق بها من غير شك، فما دام صح الخبر عنه صلى الله عليه وسلم إن قال فقد صدق، وبذلك نال أبو بكر درجة الصديقية لما كذب كفار قريش بحادثة الإسراء والمعراج، وبذلك امتدح الله عباده في أول كتابه وسماهم المتقين فقال: الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) {البقرة:1-5}

وعليه، فلا حاجة لنا لمعرفة هل رآه حارس المسجد أو غيره من المصلين أو لا ؟ لاسيما وأن الموجود إنما هو سور وليس بناء المسجد الموجود اليوم، ولا يؤثر ذلك على تصديقنا؛ مع أنه يبعد أن يكون للمسجد حراس في ذلك الزمان، كما يحتمل عدم وجود مصلين في هذا الوقت المتأخر من الليل في المسجد – وقت الإسراء.

وللفائدة راجعي الفتوى رقم:74719.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني